الأخبار
النقيب مصري خلال مسيرة للمحامين في الذكرى الخمسين للحرب اللبنانية: لتنقية الذاكرة والضمير الجماعي

أحيّت نقابة المحامين في بيروت الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب في لبنان تخليداً لذكرى ضحايا الحرب وشهداء الواجب.
وقد نُظّمت بالمناسبة مسيرة للمحامين بثوب المحاماة انطلقت من قصر العدل وصولاً إلى ساحة المتحف شارك فيها، إلى جانب النقيب فادي مصري، نقيب المحامين في طرابلس سامي الحسن والنقباء السابقون أنطوان قليموس وسليم الأسطا وبطرس ضومط وأعضاء من المجلسين والنائب نديم الجميل.

ووضع النقيبان مصري والحسن أكليل غار باسم محامي لبنان على ضريح الجندي المجهول، ثمّ ألقى النقيب مصري الكلمة التالية:
“أيها المحامون،
أيها اللبنانيون،
نلتقي اليوم رمزياً بعد مرور 50 عاماً على إندلاع حرب دمّرت وقتلت وهجّرت وشرّدت اللبنانيين وشوّهت وجه لبنان وصورته وحاولت خطف روحه وفي مكان شهد أشرس المعارك ولكنه كان أيضاً طوال 15 سنة نقطة عبور واتصال ولقاء.
اخترت كنقيب للمحامين ان أجمعكم في هذه الذكرى بالذات وفي هذا الموقع بالذات لا للبكاء ولا للنحيب وليس للإستعراض وليس إبراء للضمير من خلال الشكليات.
إن لهذه الدعوة دوافع وأهداف.
أما الدوافع فالتالية:
1- وجوب تنقية الذاكرة والضمير الجماعي اللبناني بصورة حقيقية وصادقة.
2- تخليد ذكرى شهدائنا الذين سقطوا دفاعاً عن لبنان الذي تعرّض لهجمة كانت تهدف لإزالته من الوجود … لولاهم لما كنّا واقفين اليوم في هذه الساحة ولم يكن اسمها ساحة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير وكان هذا المبنى العريق الجميل يحمل اسم متحف بلد آخر وهذا النصب يخلّد ذكرى شهداء جيش آخر!
3- إستذكار الضحايا الأبرياء والجرحى والمعوقين والمتألمين وأهاليهم وعدم نسيان المفقودين والمخطوفين لأن واجب الذكرى Devoir de mémoire من أرقى تجليات وحدة الأمة وتضامن أبنائها.

وأما الأهداف فنلخصها بما يلي:
1- إستخلاص العبر من الحرب اللبنانية وأهمها:
• إنقسام اللبنانيين على المبادئ والثوابت والمسلمات يؤدي حكماً إلى تدخّل الغريب وسقوط الوطن.
• الإستعانة بالأجنبي ضد اللبناني هو سقوط أولاً لمن يستعين بالخارج على الداخل وهو سيكون ضحيته المحتّمة.
• وجوب حلّ الخلافات ايًّا كانت ضمن البيت اللبناني الواحد.
• الدولة اللبنانية القوية السيّدة القادرة هي الكفيلة وحدها بحماية لبنان الكيان والشعب والمؤسسات.
• تحقيق يقظة وطنية جماعية تهدف إلى نهضة البلد من ركامه ومن شلله والخروج سوياً من عِقَد الماضي من أجل البحث عن عقد إجتماعي جديد ينشأ عنه وطن لبناني نموذجي عصري حديث ودولة حقيقية قائمة على العدالة والحق والحرية في إطار يحترم الخصوصيات والتعددية والإختلاف ووضع خطة نهوض إقتصادي تجعل من لبنان مركز استقطاب للمستثمرين وتؤمّن العمل والإزدهار والرخاء لشعبه.
وهذه الورشة تقتضي إرادة ورؤية وخريطة طريق واضحة ويجب ان تلعب فيها نقابة المحامين دوراً جامعاً ورائداً.
وفي الختام، إن لبنان لا يكون لبنان إلا إذا كان وطناً للحرية وللإنسان، ولن يتكرّس لبنان منارة حقيقية في هذا الشرق ورسالة حقيقية لهذا العالم إلا إذا نهضنا من سباتنا واحببنا بعضنا وعقدنا العزم وصمّمنا على العمل سوياً وواكبنا المتغيرات ووضعنا نصب أعيننا تحقيق المعجزات لأنها ليست مستحيلة.
لفتتني منذ سنتين مقولة حفرت في وجداني تقول:
“إن الأوطان تبنى على المشاعر ايضاً وليس فقط على المبادئ”.
إن لقاءنا اليوم في ساحة المتحف في العاصمة بيروت، وعلى خط التماس السابق بالذات، بين قصر العدل وقصر الصنوبر حيث أُعلن لبنان الكبير، على ضريح الجندي المجهول، هو لقاء المشاعر مع المبادئ من أجل لبنان الذي لم تقوى عليه جيوش الغزاة عبر العصور ولن تقوى عليه قوى الشر وأبواب الجحيم في أي حين لأن لبنان هو صورة الله على الأرض والله لا يزول ولبنان لن يموت.
عشتم
عاشت نقابة المحامين
ليحيا لبنان.”
“محكمة” – الجمعة في 2025/4/11