“اليسوعية” تكرّم النقيب كسبار
خاص –”محكمة”:
كرّمت جمعية خريجي كلّية الحقوق والعلوم السياسية والاقتصادية في جامعة القديس يوسف – اليسوعية. نقيب المحامين المنتخب ناضر كسبار، خريج الجامعة وعضو الهيئة الادارية في الجمعية لمناسبة انتخابه نقيباً للمحامين في بيروت. فأقامت حفل عشاء في مطعم Le Maillon على شرفه، وقدم له رئيس الجمعية الوزير عباس الحلبي ورئيس الجامعة الاب الدكتور سليم دكاش وعميدة كلية الحقوق الدكتورة لينا غناجة والاعضاء، ميدالية تذكارية.
الحلبي
وألقى رئيس الجمعية وزير التربية عباس االحلبي كلمة شدّد فيها على دور الجامعة اليسوعية وعلى وجوب تحصين القضاء.
وقال:”مع محبتي لعددٍ مِمَن كانوا مرشحين إلى تولّي مركز النقيب وجميعهم مستحقون، أحسب أنَّ مَن استحق التولية هذه المرّة حلَّ بها دون منّة مِن أحد.
هي الموسيقى على الأذنِ المرهفة أن تعود فتسمع عبارة النقيب كسبار على رأس أم النقابات.
أوَليسَ ناضر نسيب ذلك العملاق الذي تولاها مرّتين والوزارة مرّتين وكنت إذا سألته أيهما أحبّ على قلبك حضرة النقيب أم معالي الوزير، أجابَ النقابة هي أمي وأبي وهي ملعب أفكاري وعملي وهي مسرح الحق والعدل والإنصاف وهي قبل وبعد مهنة لا تضاهى، وعزّ دون جاه، وخدمة للضعيف قبل القوى إنّه إدمون كسبار.
أوَليسَ العدل في بلادي كان مِن عزّ النقابة ونقيبها كان في خدمة الدولة ومؤسساتها ومصدر بعض تشريعاتها التي حددت معالم المستقبل بوجود مشرّعين كبار أثروا الكتب والمراجع بالأبحاث والإجتهادات، وفي مقابِلِهم قضاة رهبان إنصرفوا عن الوجاهة وأشاحوا وجوههم عن الإنبهار والسيجار ليكونوا متعبدين في قدسِ العدالة وصمتِ الأديار.
أينَ نحن اليوم والنقيب ناضر كسبار يعود مِن رحمِ المحامين بعد نضالٍ دام سنوات بينهم رسول انفتاح ومحبّة والأهم قوّة دفع للخدمة النقابية فَتَدَرَّجَ في عضوية النقابة لِسنوات طوال، متوليا” المهام الأصعب فيها فمكَّنَته حركته من تتبع مسار كل محامٍ وهم وإن بلغوا الآلاف إلاّ أن المختار يعرف الوجه والإسم والإنتماء وحتى تاريخ الولادة فَكَم مرة فاجأنا بالمعايدة يوم عيد ميلاد أي شخص قريب أو بعيد.
هو إبن الناس العاديين الذي يُخالط الصغير والكبير، الضعيف والقوي، ولكنه كان دوما” يبشّر بالقيم النقابية حريصا” على سمعة النقابة وعلى دورها متألما” للشطط والضعف لدى بعض النقباء أو مَن هم مِن الأعضاء الذين وصلوا وإن على غير استحقاق لأنه كان يريد أن تكون هذه النقابة كما خطّها الأسلاف منيعة قوية تدافع عن الحق وتنصاع للقانون ولا يدخلها إلاّ مَن كان على سوية عالية مِن الأخلاقية والمهنية لكي تقوم بِدَورِها في الدفاع عن الحريات عن العدالة، عَن القضاء، عن الناس.
وكما حرصَ على النقابة والجسم النقابي كان حرصه على جامعته التي تخرَّجَ منها وعملَ في إطار القدامى ردحا” طويلا” مِن الزمن للحفاظ على دور الجامعة في التنوير والإنفتاح، في التسامح والإعتدال رافضا” أي تطرّف وأي تعصّب. يحسن العلاقات، ينشط في مسك السجلات، حريصا” على كل قرش يُصرَف ودرهم يُسحَب إلاّ في سبيلِ نفع الطلاب. ونحن كنا نراه نقيبا” قبل التكريس فَلَم يكن مفاجئا” أننا أيَّدناه منذ سنوات في موقفٍ علني أمام منافسيه فاستحقينا منه الشكر ومنهم …. اللعنة، السبّة والعيطة.
لعلّي أسرفت في الحديث عن ناضر ولكنني لا أبالغ إن قلت إنّه في تولّيه مركز النقابة مستحق مستحق مستحق. لَم أسمع أحداً قالَ كثيرة عليه أو بكير عليه بَل لَم أسمع إلاّ أنّه آن الأوان أن يتولّى شؤون النقابة. وهذا ما ذكّرني بأمر حدث معي يوم تولّيت الوزارة.
إنني بإسم قدامى كلية الحقوق والعلوم السياسية والإقتصادية وزملائي وزميلاتي في الهيئة الإدارية أبارِك للعزيز ناضر سدة النقابة وأدعوه كما أعرفه ألاّ يساوِم على الحق وأن يعمل وفقَ القانون والنظام وأن يحرص على المؤسسة وأن لا يترك شأنا” وطنيا” دون عناية لأنَّ النقابة هذا دورها وإن كان من مهامها الحرص على كل محامٍ.
عزيزي ناضر،
أعرف أنك تعرف وكنت أظنّ نفسي أعرف لكن الحلول في المنصب يكشف لك أنك كنت لا تعرف. فكَم مِن خبايا وأسرار عندما تشغل المنصب لا يعرفها إلاّ مَن يتولاه. فحاذِر وكن على قدر المسؤولية. كثيرون غيرك أملوا الناس وأخفقوا بسبب منهم ومِن خارجهم. الحنكة والخبرة هما أساس الخلاص. إنتبِه لخطواتك ولا تجامِل على مصداقيتك. فالمنصب إلى زوال ولا يبقى إلاّ حسن المآل.
القضاء في أزمة كما البلد. ولكن البلد يبقى لَو بقِيَ القضاء. أما إذا تلاشى القضاء فلا دولة ولا وطن. فاحرص عليه حرصك على نقابتك.
أتمنى لك التوفيق وأشكر مَن لبَّى دعوتنا، كما اسمحوا لي أن أخصّ بالشكر مَن بادرَ ونظَّمَ ونسَّقَ واختار لائحة الطعام والمكان ودعا وأضفى على هذه الأمسية أناقة الذوق.
كما أؤكد للجامعة ولرئيسها الأب دكاش ولعميدتنا المميزة اللامعة المقتدرة لينا غناجة. إنه بِمقدار افتخارنا بالإنتماء إليها تزهو هي بانتماء النقيب إليها وهي الجامعة التي بدَت لِوَهلة تبتعد عن النقابة أعضاء ونقباء وهي التي كانت تمدّها بالشخصيات التي جعلت منها نقابة الحريات والتشريعات وأضفَت عليها مجد العلم والشخصيات.
هنيئا” لنا جميعا” يا عزيزي متمنيا” لكم أمسية هانئة بعيدا” عن صخب السياسة وضيق العيش وغلاء الأسعار والدولار، كما أشكر إدارة هذا المكان الراقي الذي نلجأ إليه في كل منا سباتنا للطف العاملين فيه وكرم المديرين وأهلا” وسهلا” بكم جميعا”.
كسبار
من جهته قال النقيب كسبار:
كم من منزل يألفه المرء وحنينه أبداً لأول منزل! وها أنا اليوم أعود إلى أول المنازل، إلى عائلتي، عائلة كلية الحقوق والجامعة اليسوعية. أعود وفي العودة حنين إلى أيام الدراسة، أيام الشباب والصبا، أيام الأحلام الكبيرة، أيام لبنان الذي يشبهنا ونشبهه.
بادئ ذي بدء أتوجه بالشكر الجزيل والموصول لرابطة خريجي كلية الحقوق على هذا التكريم وهذا الحفل الذي شرفتني به، وهي رابطتي والرابطة السند التي ما خذلتني يوماً. فأنا منها وإليها سأظل أعود كلما احتجت مشورة أو دعماً لمواجهة الصعاب، وما أكثرها.
ولا بد لي كذلك من أن أشكر كلية الحقوق في الجامعة اليسوعية، مؤسسة وأباءً وأساتذة، أشكرها على زملاء أصبحوا أخوة، وعلى كل ما زودتنا به من معرفة واطلاع وكل ما علّمتنا اياه من انحياز للحق والقانون والعدالة وكل ما زرعته فينا من حب للبنان.
تعلّمنا أن الجامعة اليسوعية ولبنان صنوان، توأمان لا ينفصلان، فإذا كان هو بخير كانت هي بخير، وإن كان في أزمة، كانت هي بالمرصاد لنجدته.
وأنا أقول اليوم أن هذه الجامعة ونقابة المحامين توأمان:
Si l’Ecole se porte bien, l’Ordre se porte bien
فنحن نواجه الصعوبات نفسها ونسعى معاً لتنشئة ودعم مواهب وطموحات أفراد هذا الوطن، وبالأخص لدى جيل الشباب الذي يفقد كل يوم أكثر فأكثر ثقته بهذا البلد ومؤسساته.
نعرف جميعاً أن ما نمرّ به اليوم من أزمات صحية ومالية وإقتصادية وسياسية هي أزمات لم يشهدها لبنان ولم تشهدها جامعتنا من قبل. إن مستقبل الجامعة اليسوعية وكلية الحقوق هو اليوم على المحك. واليوم أكثر من أي وقت مضى، مطلوب منا كمحامين وكرابطة خريجين أن نقف إلى جانب جامعتنا وألا نوفّر وسيلة لكي نؤمّن لها متطلبات البقاء والاستمرارية.
من جهتي ومن موقعي كخريج اليسوعية أولا وكنقيب للمحامين ثانياً، لن آلو جهداً ومستعد لكل أنواع المساعدة لدعم استمرارية كلية الحقوق لأن استمراريتها هي ركن من أركان استمرارية وقيامة لبنان.
شكراً مجدّدًا لرابطة الخريجين وكلية الحقوق على هذا الحفل الكريم.
عاشت كلية الحقوق، عاشت الجامعة اليسوعية وعاش لبنان.
“محكمة” – الثلاثاء في 2021/12/14