بسام الداية.. لن تغيب عنا سيرتك/عمر زين
بقلم: المحامي عمر زين*:
فقدنا ركناً اساسياً من رجال الحقّ والعروبة، وصمام الأمان لرسالة المحاماة، ولنقابة المحامين في طرابلس بل في كلّ لبنان، لكن سنبقى حاملين للمشعل نحافظ على الامانة من بعدك أيّها الراحل العزيز .
كنت علماً من أعلام المحاماة، حازماً عندما تدعو الحاجة، وليناً دون التنازل عن المبادئ والمفاهيم والقيم بحضور قوي وفكر عميق.
أيّها الراحل العزيز كنت قامة لبنانية عروبية نالت احترام المحامين في لبنان ودنيا العرب، فلن أنسى دورك الفذّ في انجاز عملية انتخابي أميناً عاماً لاتحاد المحامين العرب عام 2011 في طرابلس، حيث حقّقنا بدعم من نقباء المحامين في طرابلس وبيروت ونقباء المحامين العرب وأعضاء المكتب الدائم الذي انعقد آنذاك في مدينة طرابلس، مدينة العلم والعلماء فوزاً تاريخياً حيث تمّ انتخابي أميناً عاماً للاتحاد فكنت بذلك أوّل محامي لبناني ينتخب لهذا المركز العربي الهام منذ تأسيس الاتحاد عام 1944 وأوّل أمين عام ينتخب بالاجماع، فكان لحكمتك ولقيادتك الأثر الكبير في هذا الإنجاز الأوّل من نوعه في مسيرة الاتحاد.
كلّ ذلك نابع من تربيتك الوطنية والنقابية والمهنية المبنية على قناعات راسخة لا تزعزعها أيّ رياح وانت القائل: “ستبقى نقابة المحامين في طرابلس بجهود المنتسبين إليها منارة للحقّ والعدالة متعاونة مع السلطة القضائية، لأنّنا وإيّاها على الحق قوّامون، وستبقى هذه النقابة رائدة في القضايا الوطنية والعربية، كما سيبقى الركن العربي الأساس في مهنة المحامين يدافع عن كرامة الناس وعن حقوقهم وينشر بمسيرته وبسيرته القيم الانسانية العليا.”
نعم لقد كنت يا زميلي أبا عشير إشراقة وطنية ونضاليه وديمقراطية قلّ نظيرها، وكنت أيّها الراحل العزيز أيقونة العمل النقابي في نقابة المحامين في لبنان فعبرت الحياة الدنيا بالفكر الحرّ، وبالنضال وبالحبّ والسماحة والتسامح، ومناقبيتك كانت عصية على الانكسار.
يا صاحب الابتسامة والوسامة والروح الجميلة والسيرة العطرة ستخلّدك المهنة وطرابلس والوطن.
لقد عشت أيّها النقيب الزميل الصديق والأخ العزيز للحقّ وللحرّية وللعدالة، وعملت ليل نهار دون كلل أو ملل ليسودا في لبنان، وناضلنا سوياً ومع الكوكبة الفاضلة من النقباء والمحامين من أجل تحقيقهم، وسنتابع المشوار مهما كلّفنا ذلك من تضحيات، لتحقيق الاصلاح والتغيير والانقاذ والنهوض بالوطن الذي قضيت عمرك في النضال من أجله.
تغمّدك الله بواسع رحمته، وأنزلك منزلة الصدّيقين والأبرار، وألهمنا جميعاً والعائلة الكريمة جميل الصبر والعزاء.
*الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب.
“محكمة” – الأربعاء في 2022/7/13