بين الخازوق والخازوق/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار:
“الدول عند مصالحها” عبارة كان يردّدها بشكل دائم معلّمي النائب المرحوم أوغست باخوس، ويضيف أنّه على المسؤولين في الدول أن يتكّلوا على أنفسهم، وأن يقدّموا لوطنهم ولشعبهم أفضل الممكن، وألاّ يعتقدوا أنّ المسؤولين في الدول الأخرى “لا ينامون الليل” من أجلهم.
أقول هذا الكلام بعد أن قرأت وسمعت التحليلات حول أيّ رئيس أفضل للبنان: ترامب أم بايدن، وكأنّ أيّ منهما لن ينام قبل أن يحلّ مشاكل لبنان ونزاعاته. مع أنّني كنت ولا أزال مؤيّداً للحزب الديمقراطي الأميركي بحكم أنّني من مؤيّدي الحزب الديمقراطي الليبرالي الكندي بقيادة الرئيس جوستان ترودو، الذي لا يبخل بالجهد والوقت والنشاط من أجل بلده وشعبه ومع محبّته أيضاً للبنان مع مجموعة من النوّاب الأصدقاء، وعلى رأسهم النائب النشيط الآدمي مارك حرب. إذ مع مجيء ترامب وكرهه الكبير لاوباما، قرّر محو جميع ما قام به هذا الأخير خصوصاً لجهة إلغاء الإتفاق النووي مع إيران. وكان لهذا الأمر تأثير على الوضع في لبنان.
ومع مجيء الرئيس بايدن، فإنّ الأمور سوف تتحرّك في اتجاه آخر ممّا قد يخلق انعكاساً إيجابياً على لبنان، لأنّ ما يهمّنا هو أن يرتاح لبنان بمعزل عن أيّ آمر آخر. هذا عدا عن قرار تخفيض الضرائب التي فرضها ترامب والتي أثارت غضب الشعب الأميركي.
المهم. نعود إلى ما قلناه أعلاه حول متابعة الدول مصالحها، وفرح دول أو أفراد بأنّ الحكم قد تبدّل لمصلحة هذه الجهة أو تلك. وأروي الطرفة الآتية بهذا الخصوص:
يقال إنّ ديكتاتوراً متسلّطاً كان يعاقب مناهضيه في السياسة “بالخوزقة” أيّ يخوزق خصمه على عامود. وتوفى الديكتاتور، وجاء ابنه الديكتاتور الصغير وخوزق أحدهم. وبعد عدّة أيّام سمع الحرّاس هذا الشخص يردّد بشكل دائم: يرحم بيّك (أيّ الديكتاتور الكبير والد الديكتاتور الضغير) فأثار هذا الأمر حفيظة هذا الأخير. فأمر حرّاسه بجلبه إليه وسأله: لماذا تردّد دائماً عبارة يرحم بيّك؟ فأجابه والدك كان يخوزقنا صحيح، ولكنّه كان ينقلنا من خازوق إلى خازوق فنرتاح قليلاً أثناء النقل، أمّا أنت فتضعنا على خازوق واحد من دون نقل.
هذا هو وضعنا مع الدول. فلنعمل لمصلحة بلدنا والباقي على الله.
“محكمة” – الخميس في 2020/11/12