تدلّلت الصبية بـ”الميني جوب” فقرّرت المحكمة إجراء الكشف الحسّي شخصياً!/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار*:
يتحلّى النائب والوزير النقيب غطاس خوري الطبيب الجرّاح اللامع، بالتواضع والوفاء والاخلاص والحنكة السياسية بالإضافة إلى روح النكتة. يروي أنّ أحد المسؤولين السياسيين الذي أصبح في دنيا الحقّ، إلتقى في السبعينات أعضاء الوفد الجزائري حيث كان يبدو على أحدهم أنّه كتب الحركة. فسأل عن اسمه فأجابه أنّه وزير الخارجية بو تفليقة. فاقترب منه وألقى عليه التحيّة قائلاً:
– الله معك معالي الوزير. طمّني عنك وعن تفليقة كيف صحتو إنشاء الله بخير.
* * *
فوائد مكب برج حمود
يقول المحامي سامي ابو جودة ان احد المسؤولين كان يقوم بواجب التعزية عندما اعترض عدد من الحاضرين على مكب برج حمود وما يسببه من روائح. فبشّرهم المسؤول أنّه يدرس إمكانية وضع الزبالة والنفايات في مستوعبات يجري “كبسها” بحيث تصلح لردم اماكن بحاجة لذلك. فتدخل الاستاذ سامي وقال له:
– بعد ناقص تقول انو لازم نشكر الله على وجود هذا المكب. واخبره الطرفة الآتية:
دخل احدهم الى مطعم وطلب صحن شوربا فأحضره الغارسون، وما ان شاهده الزبون حتى صرخ بأعلى صوته. فحضر الغارسون وسأله:
– شو القصة. شو القصة؟
فأومأ الزبون الى الصحن قائلاً:
– ذبابة…ذبابة في الصحن.
فنهره الغارسون وقال له:
– وطّي صوتك…ولك وطّي صوتك. هلق اذا عرف بقيّة الزبائن بيصير كلهم بدن متلك وما عنا ذبابة غيرها.
** *
النقيب الامير
نقيب المحامين في بيروت الامير سمير ابي اللمع الذي برهن عن جدارة وثقة في العمل النقابي بدأ عمله كمحامٍ متدرج في مكتب الوزير النقيب ادمون كسبار في العام 1965.
وفي مقابلة اجرتها معه جريدة “الديار” قال النقيب ابي اللمع:”بدأت عملي محاميا متدرجا بمكتب المرحوم النقيب الشيخ ادمون كسبار عام 1965 وانتقلت في ما بعد الى مكتب قريبي الاستاذ رينه نمور، ومن ثم الى مكتبي الخاص في اللعازرية. اما عن كيفية دخولي العمل النقابي فحول هذا الموضوع قصة: في اول يوم من عملي المهني وفي العاشر من تشرين الثاني 1965 اصطحبني النقيب كسبار رحمه الله الى قصر العدل في بيروت بجولة بروتوكولية لزيارة القضاة والاطلاع على قاعات المحاكمة والتعرف على المساعدين القضائيين.
أذكر، انه خلال عودتي معه الى المكتب بسيارته الخاصة، نظر إليّ وقال:
– من اين تعرف هذا العدد من القضاة ومن المحامين؟
أجبته: بعضهم كانوا اساتذة لي في الجامعة، والبعض الآخر أصدقاء لوالدي..أو أقرباء.
نظر إليّ نظرة لن أنساها أبداً وقال: كان بإمكانك أن تدخل الحياة الديبلوماسية والسياسية، فأنت من الذين يحبّون الناس، وأشعر أنّ الناس تحبّك.
نظرت اليه بدوري وسألته: ألا تعتقد شيخ إدمون ان المحامي يستطيع ان يحقق ذلك عبر عمل مهني أو نقابي؟
أجابني: بلى، ولكن ذلك يتطلب منه الكثير.
وبعد ثمانية عشر عاماً دخلت العمل النقابي وفزت في عضوية مجلس النقابة في 17 تشرين الثاني 1983 بأكثرية أصوات المقترعين، وتكرّر ذلك عبر ثلاث دورات متتالية.
* * *
الكشف الحسّي
اما القاضي الكبير جورج باسيل الذي كان يتحلى بالاستقامة والآدمية والنزاهة، فهو في الوقت نفسه كان يتحلى بروح النكتة الدائمة.
ففي جلسة من جلسات المحاكمة طلب احد المتقاضين اجراء الكشف من قبل هيئة المحكمة. فرد الرئيس باسيل الطلب وقال له:
– يا ابني شو المحكمة ما عندها شغلة غير الكشف. رح عيّن لك خبير.
في هذا الوقت دخلت إبنة المتقاضي وهي تلبس “الميني جوب” وإقتربت من والدها وسألته بغنج عمّا إذا كان سيتأخّر في الجلسة أكثر.
عندئذ صرخ الرئيس باسيل بلهجة لا تخلو من المزح:
– تقرّر المحكمة إجراء الكشف الحسّي شخصياً.
*القضاة والمحامون…مواقف وطرائف
“محكمة” – الخميس في 2019/7/18