جميل السيّد لممثّل الادعاء في المحكمة الدولية في ختام شهادته التاريخية: أنت بلا تهذيب
.. وفي اليوم الأخير من شهادته العميقة المضمون أمام المحكمة الخاصة بلبنان، إستفاض النائب اللواء الركن جميل السيّد في تقديم المعلومات المفيدة للتحقيق والتي يؤمل أن يأخذها قضاة المحكمة بعين الاعتبار ويحكموا بالعدل، وانتهت الشهادة التاريخية بعبارة قالها السيّد لممثّل الادعاء عندما اقترب منه لمصافحته، فرفض بكل وقاحة، فما كان من السيد إلا أنّ قال له بلغته الانكليزية الأمّ: “أنت بلا تهذيب ولا تستحقّ الاحترام”.
وقد رفض السيّد الإجابة على أسئلة ممثّل الادعاء لأنّه “أخفى الأدلّة وشارك في حماية شهود الزور”، كما رفض الإجابة على أسئلة المحامي اللبناني محمّد مطر وهو وكيل الرئيس سعد الحريري في لبنان، لأنّه كان وكيل ورثة الضحايا في لبنان وبينهم أحمد ضامن الذي لم يدع على الضبّاط الأربعة، بل قالوا له انت ادعيت عليهم وهو لم يفعل، في إشارة إلى حصول تلاعب وافتراءات في الأمر.
ورأى السيد، أنّ “أميركا وإسرائيل وراء اغتيال رفيق الحريري، وهذا ما أدّى إلى انسحاب سوريا من لبنان وليس القرار 1559 هو الذي أخرجها منه”.
وقال: “هناك شخصان: واحد اسمه المدعي العام، والثاني محامي الضحايا محمّد مطر وهو لبناني، ومكتب المدعي هو الوارث لمكتب بلمار. وحتّى اليوم هناك مكتب واحد وحتّى لو اختلف الأشخاص، وحصلت آنذاك قصّة “شهود الزور” ولجنة التحقيق الدولية، ولا أحد قال اكتشفنا جريمة ثانية غير جريمة اغتيال رفيق الحريري، وبالقانون إذا كان هناك قاض يحقّق واكتشف جريمة ثانية يحوّلها على القضاء”.
وأضاف: “المحكمة الدولية وخلال الادعاء تمّ إخفاء أدلّة “شهود الزور”، واضطررت خلال ثلاث سنوات إلى الأخذ بأدلّة “شهود الزور”، والقضاء في لبنان ليس له صلاحية، وهناك من ساهم في إخفاء الأدلّة، ولا يمكن أن أردّ على أسئلة في مكتب الادعاء الذي أخفى الأدلّة وشارك في حماية شهود الزور، وحصل جدل في المحكمة واضطررت إلى الانسحاب إذ أراد طرح الاسئلة لأنّه خصم والمدعي العام هو وحدة متكاملة لا علاقة لها بالشخص. وهذا المدعي يمثّل بلمار. وانتقلنا إلى المحامي محمّد مطر الذي كان محامياً شخصياً للضحايا في لبنان، وهناك شخص اسمه أحمد ضامن لا يقرأ ولا يكتب، وهو من النبطية، وهناك من قالوا له ادعيت على الضبّاط الاربعة واللواء السيّد وهناك قام أحمد ضامن بمراجعة هذا الموضوع، وقال لهم أنا لم أدع على اللواء السيّد ولا على الضبّاط. وأرسلت كتاباً رسمياً إلى المدعي العام سعيد ميرزا عن كلّ هذه الشوائب والمغالطات والافتراءات”.
وتابع: “أنا اتي الى محكمة بصرف النظر عن اشخاصها، وهم موظفون يقبضون مالا ولهم معاشات، واساسا المحكمة وتوابعها هي محكمة سياسية، في النهاية. ونعطي مثالا على ذلك: في العراق، جورج بوش وطوني بلير قتلوا مليون ونصف مليون عراقي بحجة اسلحة الدمار الشامل، وهجروا عشرة ملايين عراقي، ألا يستحقون محكمة؟”.
واضاف: “قلت مراراً لا احد يطلب انسحاب سوريا ولا الضباط يدخلون السجن تحت اي مسوغ. لو ان الحريري لم يقتل، وليس القرار 1559 هو الذي أخرج سوريا من لبنان، اغتيال الحريري هو الذي ادى الى انسحاب سوريا. وانا اقول اغتيال الحريري هو بين اسرائيل واميركا.
اذا، الحريري من خلال الانتخابات والتمديد لرئيس الجمهورية وغيره كان يعطي الشرعية للوجود السوري و(للرئيس اميل) لحود والمقاومة. وهذا كله كفيل ان تغتاله اسرائيل، لأنه لو بقي الحريري حيا لما جرى شيء من الذي حصل. وكما قاموا بمحاولة اغتيال مروان حماده واستفزوا وليد جنبلاط، وهكذا حصل. انا ارى ان اميركا واسرائيل وراء اغتيال الحريري”.
وتابع: “هناك حق عام ولبنان لا يزال تحت وطأته حتى اليوم، وانا اتيت الى المحكمة لادافع عن شيئين: حق اللبنانيين في الحقيقة، وحقي انا شخصيا وليس هناك فولكور بل قضية يجب متابعتها حتى النهاية. الشعب اللبناني من حقه ان يعرف الحقيقة ليس بطريقة 14 آذار والمتعاطفين معها، وايضا ليس مع المحكمة الدولية التي تتعاطى بطريقة سياسية، والحقيقة ليست مع “شهود الزور”، بل بوجود ادلة دامغة. وهناك سؤال يطرح: لماذا تم تضليل التحقيق الدولي 4 سنين، ومن كان له مصلحة في ذلك؟ 12 شاهد زور ضللوا التحقيق في جريمة اغتيال الحريري والمحكمة تقول ان ذلك ليس من صلاحيتها. والسؤال: ما هي صلاحيتكم و12 شاهد زور هو مؤامرة والتحقيق هو صلاحيتكم وكل المعطيات موجودة بمحاضر ولدى المحكمة الدولية والمدعي العام اللبناني ولم اتطرق الى المتوفين بل هناك ادلة مكتوبة، وقتل رفيق الحريري افاد اميركا واسرائيل وأضر بنا. ومطلوب من القاضي راي ان يحكم بالعدل وان يعترف بالادلة التي بين يديه، ونتمنى ان يتحرر القاضي راي والقضاة اللبنانيون من كل الضغوط التي يتعرضون لها، وهناك خلل في كل عمل المحكمة والقضاة يتقاضون رواتب مرتفعة، كما ان المحكمة الدولية كلفت الى اليوم نحو 600 مليون دولار. ونتمنى على قضاتها ان يكونوا عادلين وشفافين وان ينظروا الى الحقائق والادلة، لا ان تكون المحاكمة سياسية تركز على معطيات واهية او شهود زور وغيرها”.
في نهاية الجلسة، اقترب السيّد من ممثل الادعاء لمصافحته، إلاّ أنّ هذا الأخير رفض، فقال له السيّد باللغة الانكليزية: “أنت بلا تهذيب ولا تستحق الاحترام”. واعتبر القاضي راي “أنّ السيّد قام بحركة نابية ضدّ ممثّل المدعي العام”!.
“محكمة” – الخميس في 2018/06/07