حيثية أبي عفيف كريدية في حكم قضائي/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار:
أثناء زيارة كان يقوم بها المحامي الألمعي مطانيوس عيد في منطقة البقاع بمعية صديقه المحامي شحادة المعلوف، قال له أحدهم إنّه يسمع عنه كثيرًا، وإنّه يرغب بتوكيله. وعندما سأله مطانيوس عن وضعه أجابه أنّ عليه 23 مذكّرة توقيف. فاستهاب مطانيوس الموقف وقال له وهو يضحك:
ما بيحرزوا، عندما يصير عليك 300 مذكّرة توقيف بتوكّل عنك.
***
الوالد بيخلّص حالوا
يقول المحامي مطانيوس عيد إنّ أحدهم كان يردّد دائمًا: الله يرحمك يا أمي، وعندما سألوه: لماذا لا تردّد الأمر ذاته عن والدك، أجاب: لان والدي بيخلّص حالو، بس الماما بتوقع من أول سؤال من مار يوسف.
***
أنت أوّلهم لو أنّني انتصرت
كان الوزير النقيب ادمون كسبار ينتقد دائمًا الحكم الذي أصدره القضاء الفرنسي ضدّ الماريشال بيتان. فقد رافق النقيب كسبار محاكمة الماريشال من خلال الصحف والأخبار والجريدة الرسمية الفرنسية. وكان يقول: إنّ من يسمع الشهود أو يقرأ وقائع المحاكمة ومستندات الدعوى، لا بدّ أن يعبتر أنّ الماريشال أنقذ فرنسا من دمار كامل، مضيفًا:”ولكن للسياسة أحكامها، ولا يمكنك أن تكون في الوسط. فإمّا أن تكون بطلًا كديغول أو خائنًا كبيتان. ألا تذكر قصّة الماريشال “ناي”. لقد سأله رئيس المحكمة: من هم شركاؤك في المؤامرة؟
فأجابه:”كلّهم سيّدي الرئيس وأنت أوّلهم لو أنّني انتصرت”.
***
حيثية لأبي عفيف كريدية
يروي المحامي الياس كسبار عن لسان نسيبه النقيب الشيخ ميشال خطار، أنّ “أبا عفيف كريدية” دخل مرّة إلى مكتب أحد أصدقائه القضاة وأوصاه بأحد أصدقائه. إلّا أنّ صديقه القاضي أصدر حكمًا ضدّه. فدخل أبو عفيف مكتب القاضي الذي بادره قائلًا له إنّ النصّ القانوني واضح وكذلك مبادئ العدل والإنصاف، وبالتالي لم يكن قادرًا على إصدار الحكم إلّا بهذه الطريقة.
فأجابه أبو عفيف قائلًا:
– حضرة الرئيس: أقرأ دائمًا في أحكامكم عبارة: وحيث إنّ.. وحيث إنّ… ألا يوجد حيثية تقول: وحيث إنّ أبا عفيف كريدية قد أوصى بفلان..فيكون على حقّ؟
فضحك القاضي وضحك أبو عفيف كريدية.
***
لا تغلط يا شيخ ادمون
يقول المحامي الياس كسبار إنّ بعض الناس يتدخّلون في اختصاص البعض الآخر ويناقشونهم حتّى ولو كانوا على خطأ.
وفي هذا المجال يخبر أنّ النقيب الشيخ إدمون كسبار كان عند حلّاقه الذي سأله عمّا إذا كان يحقّ للجار فتح باب على جاره…الخ
فأجابه النقيب كسبار إنّ هذا الأمر غير جائز. إلّا أنّ الحلاق انتفض وقال له:لا تغلط يا شيخ إدمون. أنا قلت لهم بأنّه يحقّ لهم فتح الباب.
***
هيئة بياع توابيت
كان المحامي الألمعي إميل لحود كثير السهر. إلتقى مرّة أحد أثرياء الحرب وكان عنده محلّ لبيع التوابيت. وبسبب غناه المفاجئ، بدأ يتكبّر فقال له لحود:
مهما عليت ومهما وطيت
ومع ذوات الناس مشيت
هالهيئة ما بتخبّي
هيئة بياع توابيت
***
بين موزار وبيتهوفن
جاء في كتاب الظرف وظرافات للمحامي فؤاد مشعلاني: يقول المحامي والكاتب والشاعر بالفرنسية جان كيرللس إنّ ردّة الموسيقيين العالميين بيتهوفن وموزار تنطوي على ظرف كبير. وتعود مناسبة قول هذه الردّة إلى الماضي البعيد عندما جاء أحد الأصدقاء من الخارج بعد أن تخصّص في الموسيقى. لقد حمل معه من بلاد الغربة تمثالين نصفيين أحدهما لموزار والآخر لبيتهوفن. وضع صاحبنا الموسيقي التمثالين في الغرفة التي كان يعزف فيها باستمرار ويقوم بتمارينه الموسيقية. وذات يوم سقط تمثال موزار أرضًا وتحطّم، ومن الطبيعي أن يصيب صديقنا الحزن الشديد إلّا أنّه تعزّى بسلامة تمثال بيتهوفن الذي قضى آخر سني حياته مبتليًا بالطرش. هذه هي الأجواء التي أوحت إلى الشاعر الزجلي هذين البيتين الموجّهين إلى الموسيقار صاحب التمثال المحطّم:
من دقّاتك ليل نهار
برغي دماغك تملّص
انتحر عا دقّك موزار
بيتهوفن أطرش خلص
***
“محكمة” – الأحد في 2021/5/23