خاص”محكمة”:قضاة العدالة لا قضاة الرئيس/زياد الخازن
المحامي زياد رامز الخازن:
سجال إشتعل بالأمس في أميركا بين الرئيس دونالد ترامب Trump و المحكمة العليا بعد أن أوقف القاضي الإتحادي John Tiger أمراً كان قد أصدره الرئيس ترامب مخالفاً لقانون الهجرة الأميركي يمنع المهاجرين عبر الحدود الجنوبية من التقدّم بطلبات اللجوء، وعن حيثيات قراره قال القاضي Tiger إنّه مهما كانت سلطة الرئيس فهي لا تخوّله إعادة كتابة قوانين الهجرة…”.
تحدٍ دفع ترامب للردّ واصفاً القاضي Tiger “أنّه من قضاة أوباما”… سريعاً جاء الردّ على هذا الإتهام مباشرةً من رئيس المحكمة العليا John Roberts الذي قال”ليس لدينا قضاة أوباما أو قضاة ترامب ولا قضاة بوش أو قضاة كلينتون، بل لدينا مجموعة فذّة من القضاة المخلصين للعدالة”.
حبّذا لو أنّ القضاة في لبنان يهبّون لاستقلالهم ويقفون وقفة نمر (Tiger) واحد، لـ”قطع رأس التدخّلات السياسية” معترضين على هذا التساهل بحقّهم المعنوي بأن يكونوا سلطة مستقلّة، على طريقة أحد قضاة لبنان في عهد الرئيس بشارة الخوري الذي حضر إليه المدعي في إحدى الدعاوى الكيدية حاملاً بيده بطاقة توصية من شقيق الرئيس الملقّب بـ “السلطان سليم”، و في أوّل جلسة محاكمة رفع القاضي بطاقة التوصية وسلّمها إلى المدعى عليه لإبرازها رسمياً في الملفّ كمستند يدين به خصمه المفتري.
أو على طريقة الرئيس فيليب خيرالله عندما طلب منه رئيس الجمهورية الياس الهراوي إعلامه مسبقاً عن خلاصة أحد أحكام المجلس العدلي، فأجابه قائلاً بأنّه عند صدور الحكم سوف تعرف النتيجة؟.
وهناك أمثلة كثيرة وكثيرة على هذا المنوال، ومن هذا الطراز!.
“محكمة” – السبت في 2018/11/24