رحلة مشاركة القضاء في تحقيق العدالة/لبيب حرفوش
المحامي لبيب حرفوش(عضو مجلس نقابة المحامين في بيروت ومقرّر التدرّج)*:
أصحاب السعادة والمعالي،
المحاميات والمحامون المتدرجون والأهل الكرام،
أيها الحضور الكريم.
لقد قيلَ في مهنةِ المحاماة : “المحامون هم أبطالُ العدالةِ، يسعون لإصلاحِ الخطأ وإرساءِ حقوقِ المظلومين”.
فالمحامي رائدٌ في إستخدامِ الكلماتِ لصونِ حقوقِ موكليه. وبما أن المحاماةَ هي فنُ الخَطابةِ، فعلى المحامي أن يكونَ رسّاماً لصورةٍ قانونيةٍ مشرّفة.
أيها المحامون المتدرجون، ها أنتم اليومَ تُقسِمون “يميناً قانونياً” ، وقد خرجتُم من الميدانِ الأكاديميّ وبدأتم رحلةَ مشاركةِ القضاءِ في تحقيقِ العدالة، حيث يُناط بكم قولُ الحقيقةِ التي يقومُ على أساسِها القضاةُ بالنطق بالحقّ.
اليومَ، وضعتم يدَكم على المحراث، فلا تلتفتوا إلى الوراء، بل ضعوا نصبَ أعينِكم هدفَ تحقيقِ مبادئِ دولةِ القانون عبر السعي إلى العدالةِ لموكليكم ضمن إطار القوانين المرعيةِ الإجراء ومقتضيات أحكام قانون تنظيم المهنة، مهنةِ المحاماة وهي أمُّ المهن، وتبعًا لآداب المهنة وأصولها، وهذا ما يفترضُ منكم أن تكونوا على درجةٍ عاليةٍ من العلمِ والمعرفةِ والثقافةِ والأخلاقِ والمناقبية.
تدخلون اليومَ معتركَ الديمقراطيةِ حيث تمارسون في أدائِكم أسلوباً راقياً في الدفاعِ عن الحقوق تحت قبّةِ القانون وقوسِ المحكمةِ بعيداً عن أساليبَ ووسائلَ لَفَظَتها الديمقراطيةُ منذ زمنٍ طويل، كيف لا وإنً نقابتَكم تمرَست في الديمقراطيةِ منذ نشأتها في العام 1919 قبل ولادةِ دولةِ لبنانَ الكبير حيث يجبُ أن تفتخروا بها كما تفتخرُ هي بكم.
أيها المحامون المتدرجون،
أيقنوا أن المحاماةَ رسالةٌ ترتقون بها ومعها، على أجنحةِ الحق والحريةِ والعدالة، إلى رحاب مهنةٍ تطوّرونَها بأدائِكم لتواكبوا التكنولوجيا والعولمة، فَتَغْدون منارةً قانونيةً تُشعٌ على الوطنِ وعلى المنطقة، وترفدون بلدَنا الحبيبَ بطاقاتِكم وبخبراتِكم التي ستكتسبونها في معرضِ ممارساتِكم المنشودة، هذا البلد الذي نحبُّه وطنًا عزيزًا مكرّمًا، وطنًا سيّدًا وحرّاً ومستقلًا فيعودُ معكم درّةَ الشرقين.
أوصيكم بثلاثية الإحترامِ والإخلاصِ والشفافية. ففي معرضِ ممارستِكم لمهنتِكم ستتواصلون مع ثلاثِ جهات: القضاء: له واجبُ الإحترامِ والتقديرِ كوننا وإياه جناحَي العدالةِ وركنَي حمايتِها. والنقابة: لها حقٌ عليكم بالإخلاصِ لمبادئِها ولأصولِها، فترتقون معها وتكونُ لكم حصنًا ودرعًا. والموكلون: لهم حقُ الشفافيةِ، إذ بها تؤكّدون على الثقةِ التي ستُمنحون إياها وتُعلون عبرها راياتِ المهنة الشريفة، فتحقّقون الغايات بوسائل النبل والوضوحِ والجديةِ.
المهمّةُ كبيرةٌ، الآمالُ ضخمةٌ، فانطلِقوا إلى حقلِ العمل الجدّي والمثابرةِ الفعالة، حيث ستكونُ النقابةُ في خدمتكم طالما أن الأداءَ يحصلُ ضمنَ الأصول المطلوبةِ والمفروضة والتي يجبُ ممارستُها في أقلامِ المحاكمِ ومع الموظفين في كافة الدوائرِ الرسميةِ على درجةٍ عاليةٍ من الإحترام ومن المناقبية ومن الأخلاق الرفيعة.
عشتُم، عاشت نقابةُ المحامين في بيروت، عاشت أمُّ المهن وعاش لبنان.
* ألقى المحامي لبيب حرفوش هذه الكلمة في حفل “قسم اليمين” للمنتسبين الجدد إلى نقابة المحامين في بيروت والذي عقد في قاعة “الخطى الضائعة” في قصر عدل بيروت يوم السبت الواقع فيه 15 شباط 2025 بحضور شخصيات سياسية وقضائية وحقوقية ونقابية ومحامين وأهالي المتدرّجين.
“محكمة” – الاثنين في 2025/2/17