رسالة شكر وإجلال إلى المعلّمين في عيدهم/رنا نحلة
رنا نحلة:
في هذا اليوم الذي نحتفل فيه بعيد المعلم، أجد أنّ الكلمات تعجز عن التعبير بما يليق بحجم العطاء الذي تقدّمونه. ففي قلب كلّ واحدٍ منكم، نجد عزيمة لا تعرف الحدود، وروحًا لا تلين مهما كانت التحدّيات. أنتم الذين تنيرون لنا الطريق، وتزرعون الأمل في نفوسنا، وترسمون أفق المستقبل بأيدٍ ملؤها الإيمان بالعلم وبالإنسان.
أيّها المعلّمون الأوفياء، أنتم أكثر من مجرّد ناقلين للمعرفة، أنتم الأمل في زمنٍ تكاد تغيب فيه الأنوار. أنتم من يزرع فينا الثقة بأنّ الغد أفضل، وأنّ العلم هو السلاح الأقوى في مواجهة جميع الظروف. في زمنٍ يتغيّر فيه كلّ شيء، تبقون أنتم الثابتون، والرمز للقدرة على التحدّي والإصرار.
إنّنا نعلم جميعًا أنّ مشواركم لم يكن سهلاً، فقد مررتم بالكثير من الأزمات والتحدّيات، ورغم كلّ ما واجهتموه من صعاب، ظلّ قلبكم ينبض بالحبّ والتضحية من أجل تعليمنا وإرشادنا. لم تدعوا الحرب ولا الحروب المدمّرة ولا الظروف القاسية تؤثّر في رسالتكم السامية، بل ظللتم تضيئون دروبنا بالنور الذي لا يخبو، وتزرعون فينا بذور الأمل التي لا تموت.
أنتم من أعدّتم بناء الإنسان والعقل في زمن كان يسعى فيه الجهل لإطفاء شعلة العلم. في كلّ يوم، تواصلون تقديم ما هو أعظم من مجرّد المعرفة. أنتم تمنحوننا القوّة على التغيير، على النهوض، على البناء. في كلّ كلمة منكم، في كلّ درس، في كلّ إشارة، تزرعون فينا بذور المستقبل، التي سوف تثمر في يومٍ ما وتغني هذا الوطن بحكمته ونضجه.
أيّها المعلمون الأوفياء، أنتم الأبطال الذين لا يظهرون على الشاشات، ولا ينالون التكريم الذي يستحقّونه في كثير من الأحيان، لكنّكم الأبطال الحقيقيون الذين يصنعون العظمة في صمت.
في هذا اليوم، وفي كلّ يوم، نقف أمامكم بكلّ فخر واعتزاز، نُهديكم الشكر والاحترام، لأنّكم من جعلتم منا منارات أمل في هذا العالم.
كلّ عام وأنتم بخير، وكلّ يوم وأنتم مصدر الإلهام والإصرار. أنتم صنّاع المستقبل، وبكم نحن على يقين بأنّ هذا المستقبل سيكون مشرقًا، مهما كانت التحدّيات.
“محكمة” – الأحد في 2025/3/9