خاص “محكمة”: سعيد علامة مسيرة حياة بين الرياضة والبيئة والمحاماة/علي الموسوي
كتب علي الموسوي:
لا يمكن لأيّ شخص الحديث عن تاريخ نادي شباب الساحل الرياضي من دون التوقّف مليّاً ومطولّاً عند الانجازات الكثيرة التي تحقّقت في عهد رئيسه المحامي سعيد علامة، وفي طليعتها ترفيع الفريق من الدرجة الثانية إلى مصاف الدرجة الأولى الممتازة وانتظاره سنوات طويلة لكي يستعيد حقّه بهذا الترفيع بعدما حالت الحرب اللبنانية في العام 1975 دون تحقيقه إلى أن تمّ في العام 1985 وبموجب قرار من وزير التربية آنذاك الرئيس الدكتور سليم الحصّ.
وهكذا لعب هذا النادي بين الكبار وأقلقهم وأزعجهم وسجّل انتصارات كثيرة عليهم جعلته رقماً صعباً وحصاناً أسود لا يمكن التساهل معه، واستكملت هذه المسيرة المظفّرة مع رؤساء آخرين من آل علامة مثل كاتب العدل جلال علامة ورئيس مستشفى الساحل فادي علامة.
فقد انتخب المحامي سعيد علامة رئيساً لنادي شباب الساحل في العام 1982، وظلّ في منصبه لغاية العام 1994 حين قرّر الإفساح في المجال أمام وجوه نبيلة أخرى لمدّ يد العون لهذا النادي الطليعي، وما لبث أن أعيد انتخابه مجدّداً في العام 2000 حيث بقي لغاية العام 2001.
وفي ظلّ الانقسام السياسي الحاد في لبنان خلال فترة الحرب الأهلية، إنضوى علامة في الاتحاد اللبناني لكرة القدم برئاسة إدمون عسّاف في المنطقة الشرقية من بيروت حيث انتخب عضواً فيه، ووضع نظام هذا الاتحاد المسؤول عن اللعبة الأكثر شعبيةً ومتعةً وحياة.
سليل عائلة قانونية
والمحامي سعيد محمّد علامة غني عن التعريف في حقلي الرياضة والمحاماة، والأهمّ من كلّ هذا وذاك، مواظبته على تأدية الخدمة العامة أينما حلّ والمحاماة تساهم بشكل فعّال في الخدمة العامة، وقد ورثها من أسرته الكريمة في منطقة الغبيري، فهو سليل عائلة قانونية، إذ إنّ جدّه الراحل زكريا مصطفى علامة هو أوّل كاتب بالعدل في لبنان، ووالدته خيرية زكريا علامة هي صاحبة الأيادي البيضاء والعمل الإنساني الخيري، وارتبط اسمها بالكثير من النشاطات الإجتماعية الباعثة على البرّ، والتي ما إنْ تذكر في منطقة الغبيري حتّى يقال إنّها من صنيع خيرية علامة.
درس سعيد علامة المرحلة المتوسّطة في مدرسة فرير فرن الشبّاك، وتابع الدراسة الثانوية في معهد القدّيس مار يوسف في عينطورة، ونال إجازة في الحقوق من الجامعة اليسوعية حيث انتخب رئيساً لفرع طلاّب الحقوق فيها بين العامين 1972 و1973، كما أنّه انتخب عضواً في اتحاد طلاّب الجامعة اليسوعية بكلّ فروعها وولّي مسؤولية الشؤون الخارجية للطلاّب الجامعيين وذلك في العامين 1973 و1974.
ثمّ اتجه سعيد علامة لممارسة المحاماة متدرّجاً كما تقتضي الأصول، حتّى استقرّ به المطاف في مكتب خاص به يعاونه فيه عدد من المحامين، وتابع عدداً من الدعاوى الهامة في رحاب قصور العدل والمحاكم، فضلاً عن أنّه مستشار قانوني لمركز الدراسات والأبحاث الإسلامية- المسيحية، وعضو ومستشار قانوني لجمعية الطبّ الشرعي، وعضو مؤسّس وممثّل قانوني لجمعية أصدقاء الفصام والكائن مركزها في دار العجزة الإسلامية، ومستشار قانوني للمرصد الدولي لحقوق الإنسان.
أمانة سرّ لجنة إدارة صندوق التقاعد
وبسبب مناقبيته وانفتاحه على الجميع، محضّه زملاؤه المحامون ثقتهم ثلاث مرّات في سنوات مختلفة وانتخبوه في لجنة إدارة صندوق التقاعد في نقابة المحامين في بيروت حيث استلم أمانة السرّ، وهو المركز الذي يشغله حالياً بعدما انتخب في دورة العام 2015 وحلّ في المركز الأوّل بمجموع من الأصوات بلغ 2112 صوتاً وبفارق مائتي صوت عن الثاني.
وترشّح المحامي علامة مراراً لانتخابات عضوية مجلس نقابة المحامين، إلاّ أنّ الحظّ لم يحالفه في النجاح، ولكنّه كان يسجّل أرقاماً يعوّل عليها كثيراً وتدلّ على مكانته العلمية والاجتماعية وحضوره القانوني والإنساني لدى زملائه، واستعاض عن ذلك بأن عيّنته النقابة الأهمّ بين نقابات المهن الحرّة في لبنان رئيساً للجنة مقاومة التوطين والتطبيع فيها،ورئيساً للجنة اللامركزية الإدارية، كما عيّنته عضواً في لجنة آداب المهنة، ومثّلها في غير مناسبة واحتفال وجلسة محاكمات، وذلك في محاولة منها للإستفادة ممّا يمتلك من خبرة ورؤية وتطلّعات.
البيئة نضارة وإيجابية
ومن شدّة اهتمامه بالبيئة التي تعني الحياة الكريمة للإنسان الحضاري، أسّس سعيد علامة حزب التيّار الأخضر في العام 2006، وتولّى منصب نائب رئيس جمعية “نافذة على البيئة”، وعضوية اللقاء الوطني لحماية البيئة، وألقى سلسلة محاضرات تحثّ على ضرورة الاهتمام بالبيئة من أجل البقاء، وذلك لما لنضارتها من انعكاس إيجابي على روح الوطن والمواطن معاً، ولذلك فإنّه لم يألُ جهداً للمشاركة في عدد كبير من الحلقات والندوات التلفزيونية المتعلّقة بالبيئة، كما أنّه حمل الهمّ البيئي ضمن الوفد اللبناني المشارك في المؤتمر البيئي في تونس.
الشؤون الطبّية
أمّا على الصعيد الطبّي، فإنّ للمحامي سعيد علامة لمساته أيضاً، ويقول في هذا المجال، إنّه تعاون مع والدته السيّدة خيرية علامة وشقيقها الطبيب المشهور فخري علامة في تأسيس مستشفى الساحل المشرف على طريق مطار بيروت، كما أنّه كان له الدور الفعّال في تأسيس مدارس التمريض التي أشرفت والدته على إدارتها ومنها على سبيل المثال: “المقاصد”، و”البرّ والإحسان”، و”الساحل اللبنانية للتمريض”، و”مركز خيرية علامة للعلوم التمريضية والمهنية”، وترأس جمعية مؤسّسات”خيرية علامة الاجتماعية” التي تضمّ داراً للمسنّين في عرمون، ومعهداً فنّياً عالياً في الغبيري.
ويثابر علامة على رفع شعاره بوجوب أن يكون المحامي حرّاً في خياراته، ومنيعاً في معنوياته، وعزيزاً في مادياته، وهذا دأب الكبار.
(نشر في مجلّة “محكمة” – العدد 9- تموز 2016)
*حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية، يرجى الإكتفاء بنسخ جزء من الخبر وبما لا يزيد عن 20% من مضمونه، مع ضرورة ذكر إسم موقع “محكمة” الإلكتروني، وإرفاقه بالرابط التشعّبي للخبر(Hyperlink)، وذلك تحت طائلة الملاحقة القانونية.