سلام شمس الدين أُسْتاذتي/أحمد مزهر
القاضي أحمد مزهر:
وداعًا سلام شمس الدين.
ها أنت تستسلمين لمرضك مع أنّك علّمتني أن أقاتل حتّى النهاية، ولكن لا ألومك.
وكيف لا نستسلم للموت ونحن لا نقدر لكأسه دفعًا ولا لوروده منعًا؟ ولكنّه القدر يأبى في كلّ مرّة إلّا أن يفجعنا بعزيز.
في أواخر العام 2012 ألحقني معهد الدروس القضائية للتدرّج في محكمة الإستئناف المدنية في بيروت غرفة الرئيسة سلام شمس الدين…كنت متهيّبًا للأمر كون هذا التدرّج هو الأوّل في محكمة من محاكم الدرجة الثانية.
ليس من السهل في قصر العدل أن تبني علاقة شخصية مع أستاذك في التدرّج، ولكن معها كان الأمر مختلفًا..
كانت قد أصيبت بالداء اللعين ولكن تحسّنت في تلك الفترة، كان وجهها المبتسم يستقبلك كلّ صباح حيث لم تفارق هذه الإبتسامة وجهها في أحلك الظروف، ومع الوقت تعمّقت علاقتي بها لأكتشف أنّني أمام امرأة جبّارة وذكية ومرجعية قضائية وقانونية لا مثيل لها، لم تكن تعجز عن الإجابة على أيّ استفسار قانوني وكانت “إنسانية القرار القضائي” بعد قانونيته شغلها الشاغل،
أنهيت فترة التدرّج معها، ولم أنهها، وبقي خيط التواصل قائمًا ودائمًا ولكنّ صوتها بدأ يضعف ويضعف على الهاتف وهي تردّد كلمة “الحمد لله” إلى أن تلاشى واختفى.
لم تفقدك لميس ولم يفقدك رامي، بل فقدك العدل وفقدك القانون وفقدتك أنا.
سلام شمس الدين.. وداعًا.
إلى الجنان. وكما كنت أقول لك دومًا عندما أهاتفك:”معك إبنك أحمد مزهر”.
“محكمة” – الأربعاء في 2021/4/21