شاب يقتل شقيقه الصغير بسبب الغيرة/علي الموسوي
كتب علي الموسوي:
ليس العنوان من صنع الخيال، بل هو واقع الجريمة التي وقعت في الجنوب وكادت معالمها أن تطمس لولا المحامي العام الاستئنافي في النبطية القاضي رمزي فرحات الذي استدرك الوضع وأشرف على تحقيقات “فرع المعلومات” في قوى الأمن الداخلي لتتكشّف تفاصيل جريمة حيكت بدافع الغيرة، ولم يتورّع الفاعل وهو شاب في مقتبل العمر، عن إلصاق تهمة المعصية بوالدته قبل أن يعود عقله إليه ويستدرك وقع خطيئته الثانية ويمتثل لسبحة من الاعترافات.
وفي التفاصيل الخاصة بـ“محكمة” أنّ فتى سوري الجنسية في الثانية عشرة من عمره يدعى م.ح. نقل ميتاً من خيمة ذويه في مخيّم مرج الخوخ الكائن في خراج بلدة إبل السقي، إلى مستشفى مرجعيون بداعي الانتحار، غير أنّ الفكرة لم ترق للقاضي رمزي فرحات عند إبلاغه بالحادثة، وبادر فوراً إلى تكليف طبيب شرعي للكشف على الجثّة ليتضح من معاينته أنّ حبلاً طوّق عنق الفتى فترة زمنية تناهز الأربع ساعات كما ورد في متن تقريره الرسمي، وما كان من فرحات إلاّ أن طلب من “فرع المعلومات” التوسّع في التحقيق بسبب تناقضات في تحقيقات المخفر زادت من الشكوك.
وجيء بشقيق الضحية ي.ح. وهو في الثامنة عشرة من عمره، وصرّح بما لم يكن في الحسبان، إذ قال إنّ شقيقه شاهده يقبّل والدته فاتفق معها على قتله!.
وأحضرت الأمّ المفجوعة بصغيرها للوقوف منها على تفاصيل ما حدث، فأنكرت رواية الإبن الضال، قبل أن يصحو هذا الأخير من غشاوة أعمت بصره وبصيرته، ويعترف بأنّه قتل شقيقه الصغير بسبب الغيرة منه، لأنّ أهله بكلّ بساطة، يهتمون به أكثر منه، فتمّ توقيفه والادعاء عليه بمواد تصل عقوبتها إلى الإعدام.
(نشر في النسخة الورقية من مجلّة “محكمة” – العدد 39 – آذار 2019)
“محكمة” – الجمعة في 2019/4/12
*حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية، يرجى الإكتفاء بنسخ جزء من الخبر وبما لا يزيد عن 20% من مضمونه، مع ضرورة ذكر إسم موقع “محكمة” الإلكتروني، وإرفاقه بالرابط التشعّبي للخبر(Hyperlink)، وذلك تحت طائلة الملاحقة القانونية.