طارق زيادة معلّمي/محمّد حافظة
المحامي محمّد حافظة:
أرثيك يا معلّمي
أم أرثي العدالة المختصرة برحلة عمرك
بعطائك سنوات وسنوات
أم أرثي تلك القبضة الحديديه الشفّافة بإنسانيتها في رحلتك بحقل ألغام التفتيش القضائي
أم بعلمك الذي نهلنا منه الكثير الكثير؟
في أوّل سنه بكلّية الحقوق بقانون مدني جاف قرّبتنا إليه بدماثة الخلق التي أقنعتنا بأنّ تعلّم الحقوق هو أنبل دراسة ينتهجها المرء.
أم عبر سلسلة الأحكام التي أصدرتها فكانت نبراساً مضيئاً في ليل العدالة المظلم.
أم بمجموعة اجتهادات محكمة التمييز المدنية التي تشرّفت برئاستك لها
أم بمواقفك المشرّفة في كلّ الطعون التي قدّمت أمام المجلس الدستوري في حقبة تولّيك مركز نائب الرئيس فيه.
أم بموقفك المجسّد لقمّة الوفاء حين التقيتك مع زميلة في مكتبة نقابة محامي طرابلس وكنت متحمّلاً أوجاع البدن وسنين العمر لتلتقي النقيب محمّد المراد لتقدّم للنقابة نسخاً عن أحكام المجلس الدستوري التي لا توزّع ولا تطبع إلاّ حصراً وبعدد محدود من قبل المجلس؛ فقدّمت لي ولزميلتي نسخاً عن تلك القرارات مجلّدة ورددت أنّك تعتزّ بنا نحن تلاميذك عندما تسمع عن التقدّم الذي بلغناه في ساحة القانون.
أرثيك يا معلّمي وأستاذي وموجّهي وصديقي أم أرثي لحالنا من بعدك؟
رحمك الله وتقبّلك بواسع رحمته وغفر لك وأبشرّك بأنّ علمك لنا وكتبك المنشورة وأوراقك التي أتمنّى على الأبناء تجميعها ونشرها ستبقى صدقة جارية إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، وعظّم الله أجركم جميعاً.
“محكمة” – الإثنين في 2020/11/2