عالهوب الهوب الهوب والقاضي لابس روب
لم يمرّ ارتداء القضاة والمحامين “الروب” الأسود الخاص بهم مرور الكرام، بل استقبلوه “بزفّة” وحفاوة سرعان ما تلقفّها الشاعر الشعبي عمر الزعني(1898- 1961) ونظمها في قصيدة صارت على كلّ شفة ولسان.
وقد روى القاضي الراحل محمود نعمان في كتابه “ذكرياتي في القضاء” كيف أنّ السلطة الفرنسيّة المنتدبة، في العشرينات من القرن العشرين، قرّرت تحديث القضاء الموروث عن العهد العثماني، فوضعت قوانين جديدة تتماشى مع التطوّر الزمني، ومنها إلزام المحامين جميعاً والقضاة، بارتداء الروب القضائي الأسْود، وكيف أنّ مجلس نقابة المحامين في بيروت برئاسة النقيب حبيب تابت، عيّن يوم ١٦ آذار ١٩٢٦ للبدء في التنفيذ.
وفي اليوم المحدَّد، تحلّق الناس في إحدى ساحات قصر العدل(القديم قرب السراي الحكومي) حول المحامين اللابسي”الروبات”، وبدأت النِكات وعمّ الهَرْج والمَرْج. وصودف وجود عمر الزعنّي شاعر الشعب الذي كان يعمل شريكاً في مكتب المحاميين عمر فاخوري وصلاح لبابيدي هناك، وسمع البعض يهتف للابسي الروبات:
هوب.هوب.هوب.روب.روب روب
فنظم قصيدته المشهورة التي لحّنها وحفظها الناس غيباً وتقول:
“عالهوب الهوب الهوب
والقاضي لابس روب
والحقّ أخذ مَجْراه
ما عادْ في ظلْم مْنوب
على حقك ما بقا تخاف
صار في حكام نضاف
والابوكاتيه ظراف
ما فيهم واحد جوب
لابسين روبات جداد
ما لبستها الاجداد
ولا شافت هالبلاد
نعمة أحسن من الروب
الحمدالله صار مفهوم
مين حاكم مين محكوم
والابوكاتو معلوم
من الشنطة او من الروب
الخلط ما عاد ينفع
صار في حكام بتسمع
فانوس الحق شعشع
حطوا عا راسو كلوب
الحمدالله صار في امان
صار في ذمة ووجدان
يا ريتنا من زمان
استهدينا على هالروب
فليحيا اللي نشلنا
واحيا لنا املنا
شو كان صار بحالنا
لو ما لبسنا هالروب”
“محكمة” – السبت في 2019/1/12