عصام كرم نقيب الشّرفاءِ وداعًا! /جمال الحلو
القاضي السابق المحامي جمال الحلو:
لم أشعرْ في حياتي بنكبةٍ أشدّ إيلامًا وأكثر تأثيرًا في نفسي من نكبتي في سيّدِ البلاغةِ وفرقدِ الضّادِ وأستاذِ علمِ القانونِ الجنائيّ وسيّد المنابر النّقيب عصام كرم تغمّده الله بواسع الرحمة.
ومَن لم يذقْ فراقَ الأحبّةِ، لم يشعرْ بالحزنِ الحقيقيّ يومًا، فقد جرّعني فراقُك يا صديقي كؤوسًا أمرّ من الحنظلِ.
وها أنا أقفُ وقفةَ الوداعِ الحزينةِ وأصحُبُها بالدّموعِ والألمِ، مُمتزجة مدامعي بمدامعِ المودِّعين من أحبابِك وأصحابِك لأقولَ لك – وقد أغمضْتُ من كثرةِ الدّموعِ مقلتيَّ ولم يبقَ إلّا وقفةٌ يستحثُّها وداعي لأحبّائي – : “وداعًا صديقي… طواكَ الرّدى عنّا بحكم الأقدار الّتي فرقتنا.. رحمَك الله فوق الارض وتحتها ويوم العرض. لقد تكلّم القلبُ قبل اللّسان.. وقد عجز القلم واللّسان.
كيف ننسى مَن جمع الأكفَّ راحاً براحِ؟
نبكيكَ بكلّ ما وراء الكلمةِ مِن لوعةٍ وأسى.. لغيابِك بكَت الكلمةُ، وتأوّهَت أصواتُ المنابرَ…واغرورقَت مدامعُ العدالةِ حزينة على فارسٍ هُمامٍ ترجّل في زمنِ الصمتِ…
وداعًا يا نقيبَ النقباء.. وداعًا يا أغلى وأنقى الأصدقاء.
“محكمة” – الثلاثاء في 2020/3/3