عون:لا تراجع أمام الإرهاب بجميع وجوهه وتنظيماته
أكّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنْ “لا تراجع أمام الإرهاب بجميع وجوهه وتنظيماته”، وأنّ الجيش ومؤسّساتنا الأمنية على جهوزية دائمة لمواجهته”، مشدّداً على “أنّنا نتطلع الآن إلى قوّاتنا المسلّحة المتأهّبة لتحقيق نصر جديد، وتحرير ما تبقّى من أراض استباحها الإرهاب لسنوات”، وذكّر بأنّ “آخر نصر للبنان، كان تحرير منطقة غالية من الحدود الشرقية من براثن التنظيمات الظلامية، وتثبيت الطمأنينة والأمان فيها”.
كلام الرئيس عون جاء في الاحتفال بالعيد الثاني والسبعين للجيش اللبناني وتخريج ضبّاط في الكلّية الحربية في الفياضية بحضور الرئيسين نبيه بري وسعد الدين الحريري ووزراء ونوّاب وشخصيات سياسية وكبار ضبّاط المؤسّسات الأمنية وسفراء ودبلوماسيين وملحقين عسكريين وقضاة وأهالي الخرّيجين.
وخاطب عون الخرّيجين قائلاً: في العام 1958، وقفت وقفتكم هذه، تسلّمت سيف البطولة وأقسمت يمين القيام بالواجب حفاظاً على علم بلادي وذوداً عن وطني لبنان.
هذا القسم لم يكن مجرّد كلمات رددتها عند التخرّج وانتهى مفعولها بانتهاء الإحتفال، هذا القسم أصبح منذ ذاك اليوم جزءاً من ضميري ووجداني ورسم مسيرة حياتي. والوفاء به كلّفني الكثير الكثير من التعب والتضحيات، ولكنّه منحني أغلى ما في الحياة، منحني راحة الضمير الحرّ.
واليوم أنتم تقسمون اليمين إياه، فإنْ وفيتم به ستتعبون حتماً، ولكنّكم تنامون مرتاحي الضمير، وإنْ تجاهلتموه قد ترتاحون جسداً، ولكنْ حتماً ستتعبون ضميراً، وكلّي ثقة بأنّكم ستختارون نقاء الضمير وراحته.
وأضاف:”تشاء الظروف أن يتزامن تخرّجكم اليوم مع تحدّيات كبيرة ملقاة على عاتق المؤسّسات العسكرية والأمنية لمواجهة أخطار الإرهاب والاعتداءات على لبنان. وقد نجحتم في تفكيك الكثير من الشبكات والخلايا الإرهابية، وتحقيق ضربات إستباقية للإرهابيين، واعتقال العشرات منهم. وآخر نصر للبنان، كان تحرير منطقة غالية من الحدود الشرقية من براثن التنظيمات الظلامية، وتثبيت الطمأنينة والأمان فيها. فيما نتطلع الآن إلى قوّاتنا المسلّحة المتأهّبة لتحقيق نصر جديد، وتحرير ما تبقى من أراض استباحها الإرهاب لسنوات، وكلّنا أمل بأن تسهم هذه التطورات في تسريع الكشف عن مصير رفاقكم المخطوفين منذ ثلاث سنوات ولا يزال مصيرهم مجهولاً، وفي تبريد قلوب أهلهم ومؤسّستهم واللبنانيين أجمعين.
وأكّد رئيس الجمهورية”أنّه لا تراجع أمام الإرهاب بجميع وجوهه وتنظيماته، والجيش على جهوزية دائمة لمواجهته، وكذلك مؤسّساتنا الأمنية. وقد كان لبنان سبّاقاً في حربه على الإرهاب، فالجيش واجه الارهابيين في محطّات متتالية ونجح في تعزيز الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، وتثبيت السلام على حدودنا الجنوبية، بفضل التفاف الشعب حوله، وتمسك لبنان بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة. وعلينا أن نستثمر هذا الاستقرار، كمسؤولين سياسيين، في تحقيق نهضة إقتصادية يتوق إليها اللبنانيون”.
وتابع عون: “إنّ الأخطار التي تتهدّد الوطن كثيرة، على الحدود وفي الداخل، وقد علّمتنا تجربة السبعينيات أنّ الوطن لا يبقى موحّداً إذا شلّ جيشه، فشلّ الجيش هو شلّ للوطن، شلّ للأمن والاستقرار، شلّ للكرامة الوطنية…. فلا تسمحوا لحملات التشكيك بالنيل من معنوياتكم، وكونوا على قدر المسؤولية، ومناقبيتكم العسكرية كفيلة بحمايتكم من الخطأ.
أنتم درع الوطن، والتحديات التي تواجه وطننا ومجتمعنا تفرض أكثر من أيّ وقت مضى أن تكونوا يداً واحدة، أنتم وكلّ إخوة السلاح في سائر القوى الأمنية، وأن تعملوا معاً للهدف نفسه: حماية لبنان، حماية حدوده، أمن داخله، وسيادة القانون فيه”.
“محكمة” – الثلاثاء في 01/08/2017.