غباء معدّي البرامج التلفزيونية.. جو معلوف مثالاً
كتب علي الموسوي:
يفترض بالإعلامي الناجح أن يعدّ حلقته التلفزيونية بإتقان وحرفية قبل أن يطلّ على الجمهور عارضاً ما استجمعه من هنا وهناك، ومضيفاً إليه نكهته الخاصة، ومن لا يفعل يكون غلاماً في الصحافة وفي الإعلام التلفزيوني ويتكلّ على نجاح محطّته التلفزيونية لكي يخفي عثراته، وهذا دأب جو معلوف الذي لم يقرأ ما كتبته “محكمة” عن الحكم القضائي الصادر في قضيّة تهريب مليون حبة كبتاغون، ولم يكلّف نفسه عناء الاطلاع على تفاصيل الحكم المنشور لكي يصقل سخافاته التلفزيونية، ولو فعل “لحكي جالس” واحترم عقول مشاهديه، غير أنّ تكاسله أظهره ضعيفاً.
لقد نشرت “محكمة” الحكم المتعلّق بـ”الكبتاغون” في عددها الثاني الصادر في الأوّل من شهر كانون الأوّل 2015، ولم يسمح الكسل الإعلامي لجو معلوف طوال شهر وأربعة أيّام أن يطّلع على الحكم، لأنّه لا يقرأ وهذا أقلّ واجبات الإعلامي الناجح، ممّا يدلّ على أنّه يتّكل على السمع، ولا يتحقّق بنفسه من أيّ أمر قبل الحديث عنه، ويا ليته يفعل فيجنّب نفسه الوقوع في خطأ عدم المعرفة، وخطيئة الكسل الصحفي لرصد الحقيقة وتبيانها، بدلاً من الجلوس خلف مكتبه، وفي الغرف المغلقة، منتظراً رزقاً يرميه له سواه لكي يعتاش منه، ولكي يغطّي به كسله.
منذ أسبوعين تقريباً وضعت على صفحة معلوف على “الفايسبوك”، الصفحة الأولى من “محكمة” وفيها “المانشيت” القائل: “القضاء يجتهد.. “الكبتاغون” منشّط وتهريبه مخالف لقانون الصيدلة وليس المخدّرات!”، وذلك أملاً في أن يضيء على تفاصيل الحكم الفريد من نوعه، وعلى حيثياته غير المسبوقة، وعلى خلفياته التي لا يعرفها إلاّ الله وهيئة محكمة الجنايات في البقاع وكانت برئاسة القاضي جان بصيبص، والمتهمّون، لأنّ جعل جناية جنحة بهذا الشكل يثير التساؤلات.
ولمّا اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بما نشرته مجلّة “محكمة”، استيقظ جو معلوف من تكاسله لعلّه يلحق بالركب فيكون من الناجين والناجحين، ويتحدّث عن الموضوع، لأنّ التغاضي عنه هو ضعف له، ويا ليته لم يستيقظ فظلّ غارقاً في سبات تكاسله الإعلامي، لأنّه لم “”يحكِ جالساً”.
فهو لم يكلّف نفسه نبش الحكم من محكمة البقاع كما فعلت مجلّة “محكمة”، وإعمال العقل القارئ والحريص على الحقائق في مضمونه لمعرفة تفاصيله وحيثياته.
وهو لم يكلّف نفسه عناء التدقيق في الحكم المنشور، والتعليق المرفق به في “محكمة” والمستند إلى آراء محامين كبار لا يصل محامي معلوف إلى خصرهم القانوني، لكي يعرف عمّا يتحدّث، وعمن يتحدّث، فالحكم سابق لتوقيف الأمير السعودي بسنوات وليس بأشهر كما زعم خطأ وهو ما كتبته “محكمة” بوضوح. ونقض محكمة التمييز لا يعنينا، لأنّه ثبّت الحكم من ناحية العقوبة البالغة سنة واحدة وإنّما عملاً بقانون المخدّرات، وليس في الأمر جديد ، لذلك يبقى حكم محكمة الجنايات في البقاع هو الأساس لما أثاره في طيّاته، من حيثيات قانونية، ليخلص إلى جعل العقوبة جنحة وليس جناية.
لذلك كلّه، فإنّ عنوان ” حكي جالس” عن الكسل الصحفي ينطبق على معلوف نفسه.
و”شقفة جريدة” سبقتك يا معلوف كما سبقت سواك ونشرت الحكم وجعلتك قسراً تتحدّث عنها وهي المولود الصغير، وكم من صغير أظهر ضعف الكبار، وهذا ما فعلته “محكمة” التي كان لها “قصب السبق” قبلك وقبل محطتك العريقة المولودة منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
أمّا وأنّك لم تسمع بمجلّة “محكمة”، فهذا شأنك ويدلّل على قلّة متابعتك لما يجري على الساحة الإعلامية، ويؤكّد كسلك وفشلك. وبخصوص حفظك لما ينصّ عليه القانون السعودي بشأن المخدّرات أكثر من القانون اللبناني، فيفيد أنّ مال النفط يغسل العقول والألسن جيّداً.
شكراً جو معلوف ليس على كسلك وعدم متابعتك لما ينشر هنا وهناك، وإنّما على الدعاية المجّانية التي قدّمتها لمجلّة “محكمة”.. والشكر تقتضيه أخلاقياتنا وإنسانيتنا ليس إلاّ.
ملاحظة أولى: أفتخر أنّني صحفي في العدلية منذ 19 عاماً، ومستمرّ حتّى النَفَس الأخير، وكذلك مجلّة “محكمة”، وأفتخر بشهادات قضاة ومحامين كبار مثل نقيب المحامين الأسبق عصام كرم الذي يقول دائماً في مكتبه وفي جلساته في قصر العدل: “علي الموسوي عمل للخبر القضائي قيمة”.
وتذكير أخير، إنّ العمل الناجح يرشقه الضعاف بترّهاتهم لعلّهم يعتاشون منه.
• كتب هذا المقال ردّاً على حلقة “حكي جالس” التي بثّتها محطّة “المؤسّسة اللبنانية للإرسال”(LBC) يوم الاثنين الواقع فيه 4 كانون الثاني 2016.
(نشر في مجلّة “محكمة” – العدد 4 – شباط 2016).