“فخامة الرئيس بسلّم عليك”/غالب غانم
القاضي الدكتور غالب غانم*:
نروي للأصدقاء قصّة، ليس من باب المفاخرة، إنّما بهدف استخلاص عبرة منها وهي أنّ القاضي هو سيّد قراره مهما علا شأن المداخلات السياسية، وأنّ كرامته وكرامة رسالته فوق كلّ اعتبار:
إبّان ترؤس القاضي غالب غانم إحدى المحاكم، جاءه أحد الأشخاص المقرّبين جدًّا من العهد حينذاك، واستفسر منه عن إمكانية إصدار قرار بتصحيح تاريخ ميلاده على نحو لا يتجاوز سنّ التقاعد الرسمي وكان قد تخطّاه، وقد أسرّ له أنّه بحاجة إلى ذلك لكي يتمّ تعيينه في منصب موعود به، وقال له: “فخامة الرئيس بسلّم عليك”..
أجابه القاضي غانم: “سلّملي علي”. وكان الرئيس في حينه صديقًا للقاضي غانم.
عاد الشخص وكرّر:”بسلّم عليك فخامة الرئيس”..
هنا كرّر القاضي غانم السلام، فغادر الموجودون المكتب.
وبعد حين، جرى تعيين هذا الشخص في منصب كبير بعد أن استحصل على قرار بتغيير تاريخ ميلاده بواسطة محكمة أخرى بعد إجراء الترتيبات اللازمة ومنها “سلام الرئيس”..
* الرئيس الأوّل لمحكمة التمييز شرفًا ورئيس سابق لمجلس القضاء الأعلى.
“محكمة” – الأربعاء في 2022/6/15