مقالات

في الذكرى الخامسة والعشرين لشهداء القضاء والوطن/ أنطوني عيسى الخوري

القاضي الدكتور أنطوني عيسى الخوري*:
لقد أرادوا اغتيالكم “بهدف النيل من هيبة القضاء، أيها الزملاء الرؤساء الشهداء القضاة “حسن عثمان وعماد شهاب ووليد هرموش وعاصم أبو ضاهر”، خلال وجودكم على قوس محكمة الجنايات في صيدا، في يوم الثامن المشؤوم من حزيران من العام 1999، عند قيامكم بواجبكم في مهنتكم الرسوليّة لإحقاق العدل، وأصبحت هذه الذكرى “ذكرى وطنية لشهداء القضاء والوطن” بموجب المرسوم رقم 2196 تاريخ 2018/1/16 الصادر في عهد فخامة الرئيس العماد ميشال عون.
فإن القتلة شاؤوا أن يخطفوكم وأنتم في عزّ العطاء، لقد عُرف عنكم تمسّككم “بموجب التحفظ”، وهو موجب أساسي يقع على عاتق القاضي، وتواضعكم وعصاميّتكم ومناقبيّتكم وشفافيّتكم.
وكنتم من كبار فرسان العدالة تتحلّون بالشجاعة ولا تميّزون دائماً بين إنسان وإنسان ولا بين طائفة وطائفة ولا بين مذهب ومذهب، وتقومون بواجبكم خير قيام حتى “الشهادة وبذل الذات” في ذلك اليوم المشؤوم.
فكنتم مثالاً يحتذى في النزاهة والأخلاق والعمل الدؤوب، وأوفياء لرسالتكم المقدّسة،
وكنتم من هذا الجيل الشامخ شموخ أرز الرب، فكنتم صورة ناصعة للعدالة الحقّة، ممّا استوجب منحكم منصب الشرف…
نعاهدكم بأننا سنظلّ نسعى لتحقيق ما عشتم لأجله وآمنتم به، وهو “وجود سلطة قضائيّة مستقلّة” تكون الأساس في تأمين حسن انتظام المجتمع اللبناني.
تحيّة إلى أرواحكم الطاهرة، فإن ذكراكم ستظلّ محفورة في وجداننا.
رحمة الله عليكم، فأنتم الآن حيث يليق بالأخيار والأنقياء…
* رئيس محكمة التمييز شرفاً ورئيس رابطة قدامى القضاة في لبنان ورئيس المجلس العدلي وهيئة التفتيش القضائي بالوكالة سابقاً.
“محكمة” – الخميس في 2024/6/6

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!