كسبار: الوضع في لبنان على مفترق طرق خطير ولا يمكن إهمال مطالب القضاة ونطالبهم بالعودة عن اعتكافهم
رأى نقيب المحامين ناضر كسبار أن الوضع في لبنان على مفترق طرق خطير، وأن القضاء هو الذي يعطي الثقة للمواطنين وللمستثمرين من أجل النهوض. وبالتالي لا يمكن إهمال مطاليبهم المحقة من قبل السلطة السياسية، ومع ذلك نطالبهم بالعودة عن اعتكافهم.
كلام كسبار جاء خلال اللقاء في مركز نقابة المحامين في كسروان- جونية، حيث حضر مع أعضاء مجلس النقابة والمحامين لمناسبة الأعياد المجيدة.
وفي هذا اللقاء، تكلّم ممثّلا النقابة في جونيه، فقال المحامي ماهر صبّاغ:” “ما زال المحامون يعانون من شدّة الأزمة الإقتصادية نتيجة الإضطرابات المتكررة والإضرابات المتتالية، وجاء اعتكاف القضاة ليضربهم ضربة قاضية في صميم مهنتهم. وإننا نثمّن دعوتكم المتكرّرة مع مجلس النقابة لكي يعود القضاة عن إعتكافهم لأن مطلبكم محق، إذ لا يجوز للقضاء الإستنكاف عن إحقاق الحق، وإلحاق الضرر بالمواطنين في حقوقهم الذي وصل ببعضهم إلى استيفاء حقهم بالذات، وإلحاق الضرر الفادح بالمحامين. آملين من سعادتكم الإستمرار بالمطالبة بفك اعتكاف القضاة لأنّه لا تقوم دولة إلّا بإحقاق الحقّ عن طريق العدالة والقضاء.»
وقال المحامي شربل بو رعد: “ها قد مضى حوالي عام على توليكم سدة المسؤولية، وشهادة للحق أقول، فقد تميّزت هذه الفترة القصيرة مدّة والمتجذّرة إنجازتٍ، بعدة مشهديات لا بد وأن نستذكرها بإيجاز.”
وأضاف:”إن هذا الإنسجام والتكامل بينكم يا سعادة النقيب وبين أعضاء مجلس النقابة يؤكّد التفاعل والمشاركة الكاملة في الآراء وطرح الأفكار والمشاريع والتطلّعات وفي توحيد المواقف منعاً من أيّ خلل من هنا أو من هناك، كما ومنعاً من أيّ موقف قد يكون متسرّعاً أو في غير محلّه.”
وتابع بو رعد: “لقد مضى على إنتسابي إلى نقابة المحامين أكثر من أربعين عاماً متواصلاً وأكاد أجزم بأنها قد تكون المرة الأولى التي نرى النقيب وأعضاء مجلس النقابة يتوالون على زيارة المناطق ومراكز النقابة للمعاينة عن كثب والإستماع إلى المحامين وإلى معاناتهم وإلى مطالبهم وإلى إحتياجات مراكز النقابة وإلى كل ما من شأنه أن يجعل من النقابة مجلساً وجمعية عمومية ومركزاً رئيسياً ومراكز مناطقية وحدة متكاملة لا تتجزأ وحركة دينامية فاعلة.”
وألقى المحامي الشاعر سميح خليل قصيدة مؤثّرة ومعبّرة.
وقدّم ممثّلو النقابة كتاب “جونيه صور من الذاكرة ” من تأليف الدكتور واكيم بو لحدو، والذي كتب الإهداء الآتي للنقيب كسبار: “مهما اشتدت الأعاصير وانهارت القيم والركائز،لا خوف على العدالة وسلطة القانون، طالما على رأس نقابة المحامين قامة وطنية رائدة تستوحي المواقف الشجاعة والحكيمة من روحية لبنان واضع أمهات الشرائع ومرضّع الحقوق لكبار المشرعين قبل وبعد أمبراطورية روما.. مع كل المحبة والتمنيات للنقيب الشيخ ناضر كسبار في مسيرة النهوض بالنقابة؛ والأمل ان يتكلّل جهاده بإيصال لبنان إلى دولة القانون والمؤسسات وإلى سابق أمجاده المشرقة… هذا الكتاب بمناسبة الأعياد في زيارة دار نقابة جونيه… واكيم بو لحدو. جونيه في 22 كانون الأول، 2022”.
وختاماً تكلّم النقيب كسبار، فأكد دور نقابة المحامين الفاعل والتي باتت الأكثر نشاطاً على أرض الواقع، مشدّدًا على وجوب تحمّل النواب لمسؤولياتهم وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وإقرار سلسلة مشاريع القوانين الملحة وخصوصاً قانون تعليق المهل، والضريبة على القيمة المضافة وأصول المحاكمات الجزائية وغيرها.
وأكّد كسبار عودة القضاة إلى العمل لأنّهم يشكّلون الضمانة للمواطنين والمستثمرين، والمحامين الذين توقّفت أعمالهم وأصبحوا في وضع غير مريح على الإطلاق. كما شدّد على ملف أموال المودعين خصوصاً وأن الإعتكاف ساهم في عدم البتّ بالدعاوى، ومنها مسألة الدولار الطالبي للطلاب في الخارج.
من جهة أخرى أصدر النقيب كسبار قراراً بتعيين لجنة البروتوكول في النقابة برئاسة المحامية زينة منذر صعب، ولجنة التخطيط والتصميم والمشاريع برئاسة المحامية كاتيا جحا.
ومن المقرّر ان يعقد النقيب إجتماعاً عاماً مع رؤساء اللجان والأعضاء، لإعطائهم التوجيهات اللازمة وتحديد نطاق نشاطاتهم. كذلك مع رؤساء غرف المجلس التأديبي.
“محكمة” – الخميس في 2022/12/22