كسبار في ندوة عن “حماية الطفل أثناء النزاعات المسلّحة”: أين منظمات حقوق الانسان الدولية من مجازر غزّة وعيناتا؟
تساءل نقيب المحامين في بيروت ناضر كسبار عن المنظمات التي تُعنى بحقوق الإنسان بشكل عام، وحقوق الأطفال بشكل خاص. وسأل أين هي بعد الذي شاهدناه من قتل وجرح وتشريد وتقطيع لأوصال الأطفال العزّل.
كلام النقيب كسبار جاء خلال ندوة عُقدت في بيت المحامي حول “حماية الطفل أثناء النزاعات المسلحة” بدعوة من لجنة شؤون الأحداث وحقوق الطفل في نقابة المحامين في بيروت برئاسة المحامية نادين دكروب دمشقية.
وبعد الوقوف دقيقة صمت حداداً على شهداء غزة وعيناتا في جنوب لبنان، قال كسبار:
“إنّ الأنكى هو أن مَن يطالبون بحقوق الأطفال في المأكل والمشرب والتعليم والصحة … ساكتون سكوت ابو الهول. وكأنهم لا ينظرون ولا يسمعون ولا يقرأون.أطفال يتعرضون للقتل ولتقطيع أوصالهم وليس من يستنكر أو يتحرك. أطفال يجرحون، يصابون بالهلع، يرجفون، يسألون عن أهلهم، ضائعون في هذه الدنيا الفانية. وليس من يسأل. بل نسمع كلمة حرام.أطفال يستعملون كمتاريس وكوسائل ضغط في الحروب، وليس من يعترض.
فعن أي حماية نتكلم؟ وبأية حقوق نطالب؟
ألا يجب أن تتحرك المنظمات الدولية التي تعنى بالحقوق الإنسانية ضد من يرتكب المجازر، لتحييد الأطفال عن مجازرهم وتوقهم للدم؟. وإلا هل باتت مهمة تلك المنظمات التركيز على أمور تافهة تأميناً للمداخيل المالية، وللمزيد من الشعبوية الفارغة التي تنطلي على العديد من عامة الشعب. وهل وصلنا إلى هذا الدرك من إستغلال الأطفال لتأمين مداخيل إضافية، وخدمة لمصالح متعددة قد تكون في بعض الأحيان إنتخابية؟
بكل صراحة. اسمحوا لي ان أقول لكم: طالبوا بفك وحل كل منظمة تدعي الحفاظ على الأطفال إلا أنها لا تفعل شيئاً. “
من جهتها، قالت المحامية دكروب إنّ ما يجري في غزة والجنوب يشكّل طعنة بحق الإنسانية والطفولة. وخاطبت أطفال فلسطين ولبنان قائلة: مهما تكلّمنا ومهما كانت هناك مواثيق دولية فإن شهادتكم هي الأسمى. كنت أود أن اصبحَ عليكم بخبر إيجابي، لكنّها غزة وعيناتا جنوب لبنان. لم أجد أبلّغ مما قاله المراسل الصحفي في فلسطين وائل الدحدوح قبل يومٍ من استشهاد عائلته بمناسبة افتتاح هذه الندوة.
ولم أجد أهم من موضوع حماية الأطفال في النزاعات المسلحة وما تشهده غزة وجنوب لبنان من أفظع الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية والطفولة، ختاماً لندوات لجنة شؤون الأحداث وحقوق الطفل في نقابة المحامين في عهد النقيب ناضر كسبار.فيا أطفال غزة وجنوب لبنان! يبقى اللسان أخرسٌ أمام هول المجازر التي يقترفها الكيان الغاصب المحتل بحقكِم. يبقى القلبُ والعقلُ عاجزٌ عن تحمّل أوجاعكم التي تثقلها أجسادكم المرتجفة الصغيرة. تبقى كل المواثيق الدولية والإتفاقيات والتشريعات والقوانين وكل المنظمات التي وضعت ووجدت لحمايتكم عاجزة بعجز واضعيها وجبن العرب والمجتمع الدولي الفاقد لأدنى معاني الإنسانية.
يا أطفال غزة وعيناتا الشهداء! أنتم الآن ملائكة في السماء… فأخبروا الله بكل شيء”.
كما حاضر النائب السابق المحامي غسان مخيبر عن قانون الحرب وحقوق المدنيين أثناء الحرب. ومنها حدد الجرائم التي يتعرّض لها الأطفال اثناء الحرب وهي القتل والتشويه واستغلال الأطفال في الأعمال الحربية، الإغتصاب والعنف الجنسي، الخطف والرهائن والأعمال الحربية ضد المدارس والمستشفيات ومنع المساعدات الإنسانية عن الأطفال، وشرح عن الوثائق الدولية المعنية والمعاهدات والإتفاقيات، وأن لبنان غير موقع على إتفاقية روما.
أما السيدة ريتا كرم، أمينة عام المجلس الأعلى للطفولة، فشرحت إنطلاقاً من إتفاقية حقوق الطفل الآثار النفسية والجسدية والقانونية للحرب على الأطفال. ثم خرج الحاضرون بتوصية بإنشاء “خلية أزمة” تواكب ما يحصل على الصعيد القانوني.
“محكمة” – الثلاثاء في 2023/11/7