لإعادة فتح المحاكم والعدليات/رشيد قبّاني
المحامي رشيد قباني:
صدمني الأستاذ ناضر كسبار بتبنّيه الملاحظات (بمنطق وحكمة)لإعلان موقفه كما ورد في مجلّة “محكمة” بتاريخ 2020/6/5، المؤيّد لاستمرار تعطيل عمل القضاء فلا المنطق ولا الحكمة يسمحان بهذا التعطيل بحجّة أنّ أحد العسكريين أصيب بالكورونا، ولا ازدحام الممرّ أمام مكاتب قضاة التحقيق في بعبدا يبرّر ذلك وليس هو واقع الحال في بيروت والجديدة وزحلة.
ولا طلب إلغاء أو تقصير العطلة القضائية يمنع بدء جلسات المحاكم، وقد أخطأ وأساء في تشبيه المحامين المطالبين بتقصير العطلة القضائية بذاك ” الأهبل” الذي دخل إلى السينما ولم يكن فيها سوى شخص واحد فجلس خلفه ثمّ قال له: (وطّي راسك إذا بتريد مش عم شوف الشاشة منيح) وإن أحسن بوصفه وضع المحامين من ناحية الضائقة المالية والإقتصادية والأعباء المتراكمة عليهم فوصف الداء وامتنع عن إعطاء الدواء ليستمرّ الداء ويتفاقم باستمرار تعطيل القضاء، ويذكّرني موقفه هذا بالمثل الشعبي “جبنا الأقرع تيونسنا كشّف عن قرعتو وفزّعنا”.
فإذا كانت ثورة الجياع ستطيح بالزعماء، فإلى أين قد تصل ثورة المحامين؟
مع احترامي أرجو أن يعيد الأستاذ ناضر كسبار النظر بموقفه غير المبرّر بعد قرار فتح البلاجات والمولات والمحلات والبارات وتسيير الفانات الكبيرة، وبعد نجاح تجربة مجلس النقابة باستيفاء رسمي النقابة والتأمين من أعداد ضخمة من المحامين دون أن يصاب أيّ منهم بالكورونا، وذلك لأنّ المجلس اتخذ الوسائل والاحتياطات المناسبة ليتلاءم موقفه مع المحامين ومع اتجاه نقيبي المحامين والقاضي سهيل عبود بإعادة عمل القضاء والمحاكم تدريجياً المتفق عليه باجتماعهم بتاريخ 2020/6/3.
ولا شكّ أنّ لديهم من الرؤية والحكمة والحيطة لضمان سلامة القضاة والمحامين والمتقاضين وعلى أساس ذلك اتخذت وزيرة العدل قرارها بتاريخ 2020/6/8 بعمل دوائر وزارة العدل بشكل طبيعي.
“محكمة” – الثلاثاء في 2020/6/9