لائحة النقيب ناضر كسبار تكتسح انتخابات محامي بيروت.. والخطيب يحلّق أوّلًا/علي الموسوي
كتب علي الموسوي:
لم تحمل انتخابات العضوية في مجلس نقابة المحامين في بيروت أيّة مفاجآت تذكر، بعدما فازت اللائحة المدعومة من النقيب ناضر كسبار بثلاثة من أصل أربعة مرشّحين كانوا في الأصل مصنّفين في “لائحة الأقوياء” وهم: سعد الدين الخطيب ومايا الزغريني وميسم يونس، وحلّق في المرتبة الأولى سعد الدين الخطيب برصيد كبير لا يستهان به، إذ جمع 1759 صوتًا، مؤكّدًا عودته بقوّة إلى مركز أمين السرّ الذي كان قد أثبت جدارته في استلامه خلال السنوات الثلاث الماضية من ولايته الأولى.
وكان متوقّعًا فوز المرشّحين الثلاثة: مايا الزغريني بالمرتبة الثانية بمجموع أصوات بلغ 1335، وجورج يزبك بالمرتبة الثالثة بـ 1316 صوتًا، وميسم يونس بالمرتبة الرابعة وبمجموع 1184 صوتًا وإنْ بتفاوت المراتب والأصوات.
وما فوز لائحة كسبار الذي اكتفى بالمجاهرة بها دون أن يمسك هاتفه للإتصال بأحد، سوى تأكيد على حضوره القوي لدى المحامين الناخبين وامتلاكه مفاتيح النقابة خلال عهده الميمون الذي حقّق في سنته الأولى إنجازات كثيرة على المستوى الاستشفائي والوفر المالي لم تتمكّن النقابة من تحصيله في السابق.
وبانتصار لائحة كسبار، يكون هذا الأخير قد أكّد أحقّيته بالفوز في دورة السنة الماضية بمنصب النقيب، وبأنّه استطاع أن يتفوّق على داعمين رئيسيين لمرشّحين آخرين، لم تسكت هواتفهم طوال الفترة السابقة على موعد الإنتخاب عن الرنين والتواصل مع المحامين بمختلف شرائحهم وتوجّهاتهم وطوائفهم لكسب تأييدهم وأصواتهم لمصلحة هذا المرشّح أو ذاك.
وما سعى إليه كسبار حقّقه، فهو يريد في الدرجة الأولى فريق عمل متجانسًا يعمل معًا لكي يتمكّن من إضافة إنجازات تصبّ في مصلحة المحامين والنقابة.
الخطيب
وما زرعه الخطيب من عمل مضن وجهود مباركة خلال تولّيه مسؤوليته النقابية، حصده بكلّ راحة، لا بل إنّ “الحرب الخفية” التي شنّت ضدّه لإسقاطه أو جعله يأتي في موقع متأخّر، دفعت بالمحامين إلى الإلتفاف حوله ورفعه ليكون أوّلًا، وكما كان هو مع النقيب كسبار عند ترشّحه لمنصب النقيب وقف الأخير معه وإلى جانبه وأمّن له شريحة مهمّة من الأصوات أيضًا.
وصحيح أنّ الخطيب حلّ ثالثًا في انتخابات العام 2019 جامعًا 1699 صوتًا، إلّا أنّ انتخابات الدورة الأولى يومذاك كانت ترسم ملامح النقيب المتوقّع حيث جاء ملحم خلف من خارج السياق العام بفوزه بمنصب النقيب دون أن يمرّ بعضوية مجلس النقابة ولو لثانية واحدة بخلاف المقولة الشائعة بين المحامين بوجوب مرور النقيب بالعضوية أوّلًا لكسب المزيد من الخبرة النقابية.
وحسّن الخطيب ذخيرته من الأصوات عمّا كانت عليه في العام 2019، بإضافة 60 صوتًا إلى رصيده، وهو دليل إضافي على نجاحه في موقعه كأمين للسرّ، وساعدته عوامل عديدة على الوصول إليه كتلقيه دعم حزبيين ومستقلّين على حدّ سواء.
الزغريني
وخاضت المحامية مايا الزغريني هذه الانتخابات بزخم أكبر ممّا فعلته في السنة الماضية حيث حلّت في المركز الأخير بين الناجحين، مستندة إلى حضورها في مجلس النقابة وتعاونها مع النقيب كسبار والأعضاء في تطوير العمل النقابي، وهي التي لم تغب عن أيّ مناسبة نقابية، فضلًا عن أنّها مرشّحة حزب “القوّات اللبنانية” الذي يملك كتلة كبيرة من الأصوات ويثبت بعد كلّ انتخابات نقابية قدرته على إيصال مرشّحه بسهولة تامة لمركز العضوية فقط دون منصب النقيب لغاية اليوم.
وتمكّنت الزغريني أن تكسب المزيد من الأصوات، فبعدما كان بحوزتها في السنة الفائتة 1156 صوتًا، رفعت رصيدها هذه المرّة إلى 1335 صوتاً، أيّ بزيادة 179 صوتًا، وطبعًا مع اختلاف المنافسة والمرشّحين، وإنْ كانت تطمح إلى الحلول في المرتبة الأولى، لكنّ “الحرب الضروس” على الخطيب دفعته إلى الإنفراد بالمركز الأوّل وبفارق 424 صوتًا عنها.
يزبك
واتكل المحامي جورج يزبك على دعم حزب “الكتائب” له وإن كان آتيًا من بيت كتلوي ونقابي فوالده الراحل المحامي بيار جورج يزبك كان عضوًا في مجلس النقابة وأمينًا للسرّ، كما أنّ مفوّض قصر العدل عماد مرتينوس سانده كثيرًا، فضلًا عن قربه من المحامين وجهوده في التواصل معهم وتمتّعه بسيرة حسنة.
والحقّ يقال إنّ يزبك كان مجلّيًا خلال “المناظرة” التي أقامتها النقابة في 10 تشرين الثاني 2022 بإشراف النقيب كسبار لكلّ المرشّحين وقدّم مداخلة مجدية خالية من الشعارات الرنّانة قرّبته أكثر من المحامين.
يونس
وبحضورها القوي كمحامية وسيّدة ونشاطها النقابي كمشاركة في غير مناسبة وعمل ولجنة نقابية، وقربها من المحامين، أثبتت المحامية ميسم يونس جدارتها في الفوز بعضوية مجلس النقابة للمرّة الأولى، وزادت رصيدها أكثر من المرّة الأولى التي ترشّحت فيها في العام 2021 حيث حلّت في المرتبة الحادية عشرة وبرقم 862 صوتًا، فإذا بها في هذه الانتخابات تتقدّم إلى المرتبة الرابعة وبرصيد 1184 أيّ بزيادة 322 صوتًا وهو رقم لا يستهان به على الإطلاق.
شهاب
وحلّت المحامية مايا شهاب إبنة أمين السرّ الأسبق والنقيب بالوكالة الراحل محمّد شهاب خامسة أيّ في مركز الرديف بمجموع 1141 صوتًا، أيّ بفارق 43 صوتًا عن زميلتها يونس، وبفارق كبير عن الخطيب بلغ 618 صوتًا مع أنّها تلقت دعم عدد لا بأس به من النقباء السابقين بالإضافة إلى تسميتها ضمن لائحة “التيار الوطني الحرّ” الذي غاب للعام الثاني على التوالي عن خوض انتخابات نقابة المحامين بمرشّح حزبي.
ومن الممكن أن تحلّ شهاب في عضوية مجلس النقابة في حال انسحب أحد الأعضاء الموجودين استعدادًا للترشّح لمنصب النقيب في دورة تشرين الثاني 2023، وبالتالي فإنّه من الممكن أن يصبح عدد المحاميات السيّدات داخل مجلس النقابة ثلاثًا، وهو ما يحدث للمرّة الأولى في تاريخ النقابة، إذ سبق أن شهد حلول محاميتين في مجلس واحد.
ولم يتمكّن “الثنائي الشيعي” حركة “أمل” و”حزب الله” المفترقين في هذه الانتخابات بدلًا من التوحّد والتضامن، من إيصال مرشّحيهما سامر بعلبكي وفاروق حمود اللذين كانا قريبين من بعضهما، ليستمرّ غياب العضو الشيعي عن مجلس النقابة، ولم تجد الميثاقية هذه المرّة أيضًا طريقها إلى النور. وكذلك الأمر غاب العضو الدرزي.
وجاءت نتائج الانتخابات على الشكل التالي:
سعد الدين الخطيب 1759 صوتًا، مايا الزغريني 1335، جورج يزبك 1316، ميسم يونس 1184، مايا شهاب 1141، نديم حمادة 1034، أرلت بجاني 818، مهى زلاقط 609، سامر بعلبكي 606، فاروق حمود 599، هادي فرنسيس 447، لورنا فلفله 427، عماد الرموز 341، طوني الحوراني 133، ميرنا طرابلسي 100، مريم حمدان 94 صوتًا. وشارك في هذه الانتخابات 3600 محام تقريبًا.
“محكمة” – الأحد في 2022/11/20