لا تخيفوا الشعب اللبناني…إنّه الشعب الجبّار/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار:
في مجتمعنا واجتماعاتنا يتداول المجتمعون الأحاديث حول قوّة وعزيمة الشعب الألماني الجبّار والشعب الصيني الذي يتحمّل ويصبر ويعيش “على كمشة” أرز. ويتناسون أنّ الشعب اللبناني هو الشعب الأكثر شجاعة وعنفواناً وقدرة على الصبر وتحمّل الويلات والقهر.
شعب لبنان تحمّل أربعين سنة من الحروب التي لو مرّ أيّ شعب آخر في تلك التجارب لرأيناه يمشي في الشوارع ويتكلّم لوحده. فأيّ شعب يستطيع أن يتحمّل حكم الميليشيات التي فعلت ما فعلت خلال حرب الأربعين سنة؟
وأيّ شعب يتحمّل حالات الفساد والقهر من قبل مسؤولين يحوزون على المال الذي سرقوه وعلى السلطة وعلى القوّة على الأرض؟ من يستطيع مجابهتم في ظلّ هذا التداخل المخيف في السلطة والصلاحيات والاستداعاءات والتخويف والتخوين والتجويع؟
سألني مرّة صديقي رجل الأعمال باسم القيسي الذي يقيم في الخارج قائلاً: إذا سلطة قهرت شعبها هل لديكم في لبنان نصوص تسمح بتقديم شكاوى لرفع هذا القهر عنكم؟ صراحة لم أُجبه لأنّ لا جواب لديّ على هذا السؤال.
طبعاً إذا قرأ بعض السطحيين كلامي سوف يقولون بالتأكيد نستطيع عن طريق الإنتخابات لنعاقبهم في صناديق الإقتراع. وعندما تأتي الإنتخابات يعودون من دون تعديل. مع العلم أن ليس كلّ من ينتخبه الشعب يكون هو الأفضل. ولكن هذه هي الديمقراطية.
نقرأ يومياً تصاريح حول حالات الجوع التي ستصيب الشعب اللبناني خلال الأشهر القادمة، وما يتبعها من فقدان للدواء والمعدّات الطبّية وغيرها. واقعياً لا أنكر أنّ الحالة صعبة جدّاً. ولكنّني لا أزال أصرّ على أنّ الأزمة مصطنعة، وسعر الدولار مصطنع من أجل محاولة تركيع الشعب اللبناني وتمرير الصفقات المشبوهة التي قد تكون متعلّقة بالغاز في البحر والتوطين وغيرها وغيرها.
والسؤال البسيط الذي يطرح هو الآتي: قبل 17 تشرين الأوّل كان يستطيع أيّ كان طلب سحب مبالغ مالية نقدية بالعملة الصعبة وتحديداً الدولار الأميركي، وكانت متوّفرة سواء في المصارف أو لديّ الصيارفة. فأين اختفت هذه الدولارات؟ عادة لنتكلّم عن خسارة معيّنة، يجب حصول حرائق أو تدمير ….الخ ولكن في حالتنا ما الذي تغيّر؟ كلّ شيء لا يزال على حاله والأموال لا تزال موجودة سواء في لبنان أو في الخارج. وكلّ ما في الأمر أنّ الخطط السوداء تعمل على تجويع الشعب اللبناني لتستطيع تحريكه كما تشاء في الانتفاضات والمظاهرات وغيرها. وقد بدأ الشعب يعي خططهم ومخطّطاتهم مع بعض الإستثناءات، إنّما حتّى الساعة لا يعرف كيف يجابهها وكيف يخطّط لمجابهتها.
وأخيراً نقول: لا تخوفوا الشعب اللبناني. هذا الشعب الجبّار الذي تحمّل أكثر من جميع شعوب الأرض الظلم والقهر والسرقة والفساد والكذب والنفاق. وهو سينهض كما طائر الفينيق بإذن الله.
“محكمة” – الخميس في 2020/7/2