لهذه الأسباب.. المحامي عزيز طربيه أقوى المستقلّين لمنصب النقيب/علي الموسوي
كتب علي الموسوي:
أسبوعان وتكون نقابة المحامين في بيروت* مع نقيب جديد هو الأوّل مع بدء مئويتها الثانية بعد ولادتها في العام 1919، وقد بدت ملامح المعركة محصورة بين المستقلّين قبل الحزبيين الذين أضعف الحراك الشعبي حضورهم دون أن يقضي على أيّة آمال لهم بالمنافسة باعتبار أنّ الكتل الحزبية ومن مختلف التيّارات السياسية موجودة بقوّة وتعوّل على حشد المنتسبين لها والمناصرين لتعويضها قدر المستطاع، فمن يكون صاحب الحظوة في استقطاب المحامين ليكون نقيباً؟ وهل خيار المستقلّين يكون الأقوى والأفعل، أم أنّ الأحزاب تقول كلمتها الفاصلة؟
لا يمكن حسم التوجّهات النهائية لبوصلة التصويت، فالجميع يعمل سرّاً وعلناً للدفع باتجاه الفوز، مستفيداً من أنّ المحامين سينتخبون نقيباً وأربعة أعضاء دفعة واحدة من بين المرشّحين عزيز طربيه، جورج نخله، ناضر كسبار، سعد الدين الخطيب، إبراهيم مسلّم، علي عبدالله، بيار حنّا، جميل قمبريس، وجيه مسعد، مطانيوس عيد، علي فصاعي، ملحم خلف، علي مشيمش، أرلت بجّاني، رفيق الحاج، هاني الأحمدية، ميرنا طرابلسي، محمّد حمد، سمر السمراني، وعلي جابر، وذلك للحلول مكان الأعضاء المنتهية ولايتهم: جورج اسطفان، عبده لحود، اسكندر الياس، وجميل قمبريس، فيما يكمل النقيب اندريه الشدياق سنته الثالثة كعضو إنْ رغب في الإستمرار ولم ينسحب لمصلحة أحد من المرشّحين!
تحديد الخيارات
وما دامت الدورة الأولى حاسمة نوعاً ما في تحديد صورة النقيب المقبل، فإنّ المرشّحين الأقوياء لمنصب النقيب من مستقلّين وحزبيين يجهدون للفوز بأكبر قدر من الأصوات وبفارق يعزّز حضورهم ويرسم معالم الدورة الثانية، وبما يشكّل رسالة تساعد على تحديد خيارات المحامين واللحاق بركب الفائز، وقد جرت العادة أن تنحصر انتخابات النقيب بين مرشّحين إثنين لا ثالث لهما وإنْ لم ينسحب الثالث علناً إلاّ أنّ لدى المحامين القدرة على التمييز والتصويت لأحد الإثنين الآخرين وهذا ما حصل مراراً في سنوات سابقة.
لمن المقاعد الخمسة؟
وتبدو معركة الخمسة مقاعد بما فيها النقيب محصورة بين المرشّحين الأقوياء إن صحّت التسمية وصدق التوصيف وكلّ بحسب قدراته وحضوره النقابي والحزبي وهم: عزيز طربيه، جورج نخله، ناضر كسبار، بيار حنّا، سعد الدين الخطيب، إبراهيم مسلّم، ملحم خلف وعلي عبدالله ، وتتراجع حظوظ بقيّة المرشّحين تدريجياً، وتنتفي الآمال في المنافسة أو جمع أرقام مميّزة من الأصوات، ذلك أنّ المعركة تحمل عنوان اختيار نقيب قوي يعيد للنقابة ألقها على كلّ الجبهات والخطوط الوطنية والتشريعية لتكون بحقّ أمّ نقابات المهن الحرّة في لبنان، ولا مجال على الإطلاق لتضييع صوت واحد، كما أنّ المحامين يتحمّلون مسؤولية اختيار النقيب الجديد، ولا يمكنهم تغليب العواطف والعلاقات والصداقات و”المونات” على حقّ نقابتهم بأن تستعيد دورها، وما يلبث الواحد منهم أن يعلن ندمه ولكن بعد فوات الأوان، ويجب أن تكون مصلحة النقابة فوق كلّ الاعتبارات.
أكبر مكتب محاماة
ولا مناص من القول إنّ المحامي عزيز طربيه هو أقوى المرشّحين المستقلّين والحزبيين على حدّ سواء لمنصب النقيب وذلك لجملة اعتبارات لا بدّ من استعراضها وأخذها بعين الاعتبار، فالرجل هو الوحيد بين المرشّحين الذي يملك مكتباً للمحاماة يعتبر من أكبر مكاتب المحاماة في لبنان وله فروع عديدة في غير دولة أوروبية وأفريقية وآسيوية، ويضمّ مكتبه في بيروت إثنين وعشرين محامياً ومن طوائف مختلفة فتجد بينهم المسيحي والمسلم، وهذه ميزة في بلد يحتاج إلى الانفتاح وتأكيد العيش المشترك والوحدة الوطنية، ويعمل الجميع يداً واحدة وبتضامن كلّي، ولذلك تجد مكتب عزيز طربيه من المكاتب الناجحة في لبنان.
51 عاماً من المهنية والمناقبية
كما أنّ للمرشّح عزيز طربيه واحداً وخمسين عاماً في ممارسة مهنة المحاماة، وقد تخرّج على يديه عشرات القضاة والمحامين الذين عملوا في مكتبه ومنهم من أصبح يملك مكتباً كبيراً وله حضور فاعل في مختلف قصور العدل والمحاكم.
ويتمتّع عزيز طربيه بمناقبية عاليه ويتعامل مع زملائه وإخوانه المحامين بشفافية ووضوح سواء أكان في العلاقة اليومية أو عند اتخاذ المواقف، ولا يبدّل رأيه ورؤيته ونظرته بحسب الأهواء والرغبات، والشاهد ما فعله خلال عضويته في مجلس النقابة على مدى سنة ونصف السنة، وهذا مُجمعٌ عليه من المحامين الذين يعرفونه عن كثب.
إستباق الحداثة
وعزيز طربيه من أوائل المحامين في تاريخ القضاء والمحاماة في لبنان الذي قدّم لوائحه ومذكّراته واستدعاءاته إلى القضاة والمحاكم مطبوعة قبل أربعين عاماً تقريباً، فيما كان البقيّة يكتبونها بخطّ اليد، وهذا يدلّ على روحية استباقية متعطّشة إلى العطاء ومواكبة العصرنة والحداثة وهو ما تحتاجه نقابة المحامين في غير مجال.
صندوق تعاضد للمحامين
ولم يتوان عزيز طربيه عن تقديم جملة اقتراحات تفيد المحامين، وجاهر بها على الملأ وقبل سواه وليس من باب الخطابة لمجرّد الكلام والتصريح الانتخابي، فالنيّة والإرادة لديه متلازمتان لإنشاء صندوق تعاضد للمحامين أسوة بصندوق تعاضد القضاة يحلّ محلّ الصندوق التعاوني، وذلك بعد التنسيق مع نقابة المحامين في طرابلس للعمل على استصدار قانون بإنشاء هذا الصندوق الذي سيصار إلى دعم تمويله برسم واحد بالألف على العقود بحيث يخصّص الواحد بالألف المقرّر سابقاً بكامله لصندوق التقاعد.
طربيه و1492 محامياً
واستطاع طربيه أن يكسر القاعدة القائلة بعدم السماح بانتخاب نقيب دون المرور بالعضوية ولو لسنة واحدة على الأقلّ، وإن لم يحالفه الحظّ بالفوز في دورة العام 2017 ليكون نقيب المئوية إلاّ أنّه واجه مع 1492 محامياً كلّ الأحزاب وجماعة “الحرس القديم” المهيمن داخل النقابة وفرض نفسه منافساً شريفاً وقوياً، ممّا اضطرّ الأحزاب كلّها إلى التوحّد مع بعضها لمواجهته، ودخلت البازارات والانسحابات وجوائز الترضية بمقعد رديف، وكانت النتيجة تفويت فرصة إغناء النقابة على كلّ الصعد وضياع سنتين من عمرها.
طربيه منحاز لكرامة المحامي
وتبدو حظوظ عزيز طربيه هذه المرّة بالفوز بمنصب النقيب أفضل بكثير من قبل، لتوافر جملة أمور ومنطلقات لا يمكن القفز فوقها، فهو يلقى دعم عدد كبير من النقباء السابقين، وأعلن داخل مجلس النقابة انحيازه الكبير إلى المحامين والمشاريع التي تهمّهم ولم يتلكأ في رفض منح الإذن لملاحقة محامين تبيّن مع مرور الأيّام صدق مواقفه تجاه ملفّاتهم المعروضة على مجلس النقابة، كما أنّه كان في مقدّمة المحامين خلال محاكمة زميلهم فادي كحيل ولم ينتظر مثل آخرين خارج قاعة المحكمة لالتقاط الصور لمجرّد التصوير على ما يؤكّد محامون كانوا حاضرين ومشاركين في هذه المحاكمة.
وقد كان طربيه صريحاً وبما فيه الكفاية بقوله إنّ حصانة المحامي المكرّسة بقانون، وتحديداً ما ورد بشأنها في المادتين 75 و79 من قانون تنظيم مهنة المحاماة، غير قابلة للتفاوض والتنازل، لا بل هي مقدّسة وخصوصاً إذا ما تعلّق الأمر بحرّية التعبير وإبداء الرأي وكيف لا يكون المحامي موجوداً في ميدان الكلمة والتعبير وهناك تاريخ من رجالات المحاماة كانوا من أسياد الكلمة والمواقف الحازمة والصارمة والفاعلة في الحياة السياسية والاجتماعية والأدبية في لبنان. وطبعاً لن يسمح عزيز طربيه بإخلال المحامين بواجباتهم ومهنيتهم ومناقبيتهم.
طربيه خليّة نحل
إنّ المشاريع الموجودة في جعبة عزيز طربيه كثيرة وقابلة للتنفيذ لوجود نيّة صادقة وتصميم على أن ترى النور سريعاً، وإذا ما انتخب طربيه نقيباً، فإنّ نقابة المحامين مقبلة على أن تكون خليّة نخل، وفي مشهد يذكّر بما كانت عليه في عهد النقيب جورج جريج بين العامين 2013 و2015 حيث يمكن القول وللإنصاف أنّه إذا ما وضعت”بلاكات” بكلّ النشاطات والأعمال التي نفّذها جريج لما اتسعت لها جدران “بيت المحامي” وليس مجرّد “بلاك” خجول في مركز النقابة في إحدى المحافظات يتحدّث عن إقامة ندوة حوارية لم يسمع بها أحد، وهذا ما يتوقّع المحامون أن تكون عليه نقابتهم من الإزدهار والنشاط في حال انتخاب عزيز طربيه نقيباً للمحامين.
*هذه حلقة أولى من سلسلة عن انتخابات المحامين في بيروت والمرشّحين.
“محكمة” – الأحد في 2019/11/3