ما بعد بعد جهنّم/رنا نحلة
رنا نحلة:
تشهد بعض القرى والمدن اللبنانية حالات اعتداء يقوم بها أفراد بوسائل مختلفة، بأسلحة نارية أو أدوات متنوّعة، ضدّ أفراد آخرين، لغاية السرقة المالية أو غيرها.
وقد لوحظت زيادة هذه الاعتداءات بعد تدهور الوضع الاقتصادي في لبنان، وازدياد الفقر والحاجة. وهنا نوصّف الحالة ولا نبرّر الفعل، فلا الفقر ولا الحاجة ولا أيّ سبب آخر يبرّر ويعطي حجّة لأحد كي يعتدي على الآخرين بالضرب أو السرقة أو الأمرين معًا.
كما يلاحظ أنّ بعض الاعتداءات تحصل دون دافع السرقة، كالاعتداء الذي حصل على أحد الأطباء بعد أن اتهم بالتقصير في علاج إحدى السيّدات، والاعتداء على أحد المستشفيات لسبب قيل إنّه شخصي.
التسيّب يضرب كلّ شي في البلد، والفلتان إلى المزيد، مع ازدياد غياب الدولة وقواها الأمنية، هذه القوى التي يعاني أفرادها من مشاكل مالية مثلهم مثل باقي اللبنانيين، كما يعانون من عدم توفّر المحروقات لآلياتهم للإنتقال إلى أماكن حصول السرقات والاعتداءات.
هل نصل إلى حالة “حارة كلّ مين إيده إله”؟ أم كنا قد وصلناها من قبل؟ هل نصل إلى أن يصبح في كلّ حيّ وشارع حرّاس من أهله يحرسونه من الاعتداءات والسرقات؟ هل نصل إلى حدّ أن لا يغادر أحد منا بيته إلّا عند الضرورة القصوى وبرفقة آخر من أفراد البيت؟
إلى أين نحن واصلون بعد جهنم التي وصلنا إليها بفضل المسؤولين غير المسؤولين؟
“محكمة” – الخميس في 2022/2/3