محمّد مكّي … مثال القاضي الملتزم/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار:
يوم كان لا يزال طفلاً صغيراً، كانت المرحومة والدته تنظر إلى السماء وتطلب من الله قائلة:”ربي اجعله من أصحاب الحظوظ، لا من أصحاب العقول”. لأنّ صاحب العقل غير المحظوظ يشقى كثيراً في هذه الحياة.
إبن بلدة حبوش الجنوبية حيث ولد وترعرع قبل أن يتقلّب في مراكز ومناصب في الادارة وفي القضاء.
القاضي محمّد مكي الذي ترجل البارحة عن صهوة جواده كان مثال القاضي المتواضع، الذي يستقبل الجميع بروح المحبّة والإلفة واللهفة. والعالم المثقف وهو الذي أصدر مئات الأحكام والقرارات المهمّة والمبدئية، كما أصدر المؤلّفات القيّمة وآخرها ثلاثة كتب تعتبر مرجعاً مهمّاً للباحثين وقد سبق وكتبت عن أحدها “المرشد في الدفوع الشكلية امام القضاء الجزائي”.
القاضي المرحوم محمّد مكي كان من القضاة الشرفاء الذي حافظ على موجبات التحفّظ والانتاجية والفعالية والحكم حسب معطيات الملفّ المعروض عليه بعيداً عن التدخّلات السياسية وغير السياسية. والجميع يشهد على نزاهته ونظافة كفّه. وهذه الصفات انتقلت إلى ابنه القاضي فيصل الذي نعتزّ به وإلى ولديه الزميلين العزيزين خالد وباسل.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهم عائلته وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان.
“محكمة” – الأربعاء في 2019/2/6