مصباح مجذوب… رحيل من نوع آخر/أنطونيو الهاشم
أنطونيو الهاشم (نقيب المحامين سابقًا):
هناك أشخاص يمرّون في الحياة كعابري سبيل، وهناك من يتركون أثرًا لا يُمحى. مصباح مجذوب لم يكن مجرّد اسم، بل كان فعلًا من العطاء، نبضًا من الإخلاص، وروحًا لا تعرف إلّا العمل بصمت، بعيدًا عن الأضواء، قريبًا من الناس.
منذ أن بدأت “فرح العطاء”، كان جزءًا من جوهرها، لا مجرّد فرد في صفوفها. لم يكن بحاجة إلى شعارات أو خطب، بل كان صوته في أفعاله، ونداؤه في حضوره الدائم أينما احتاجه العمل، أينما احتاجه الوطن.
ليس سهلًا أن يترجّل من كان يمشي بثبات في دروب الخير، وليس عاديًا أن يغيب من كان حضوره طيفًا من الإنسانية. لكنّه رحل، وكأنّه أراد أن يترك خلفه وصية أخيرة: لا تتوقّفوا عن البناء، لا تتعبوا من اللقاء، لا تيأسوا من الخير.
مصباح غاب بالجسد، لكنّه ترك ضوءه لنا، وعلّمنا أنّ الإنسان لا يقاس بما يملك، بل بما يعطي.
“محكمة” – الأحد في 2025/3/9