مفوّض قصر العدل ناضر كسبار: سوف أبقى مستقلاً
“محكمة” – خاص:
عادت الحركة القوية إلى الطابق الثاني في دار نقابة المحامين في قصر عدل بيروت، وعاد نبض العمل النقابي يشقّ طريقه بقوّة بوجود النقيب النشيط ملحم خلف الذي يستقبل الجميع من محامين وغير محامين، وكذلك مفوّض قصر العدل ناضر كسبار الذي لا يهدأ ولا يستكين.
بعد مرور أكثر من ساعتين وبسبب كثرة المراجعات والشكاوى والاستشارات وغيرها، إستطعنا الاختلاء بمفوّض قصر العدل في نقابة المحامين ناضر كسبار ودار الحوار الآتي:
س: سمعناك تقول للجميع إنّ الانتخابات أصبحت وراءنا. ولكن هل بالامكان إعطاء لمحة سريعة عمّا حصل ولماذا قلت ما قلت لفخامة الرئيس ميشال عون؟
ج: صراحة أنا محامٍ منذ ثمانية وثلاثين عاماً، وأنتمي إلى عائلة لم ينتمّ أي فرد من أفرادها إلى أيّ حزب من الأحزاب حتّى في فترة حرب السنتين في العام 1975 حيث دخل القسم الأكبر من المواطنين في أحزاب. ويعلم القاصي والداني أنّني مستقلّ إلى درجة أنّه إذا أراد أيّ كان إعطاء مثل عن مواطن مستقلّ وغير منتم إلى أيّ حزب على الإطلاق فأكون أنا. ولكن ما يحصل هو أنّه في الفترات الانتخابية منذ العام 2006 يوم ترشّحي للمرّة الأولى لمركز العضوية، تبدأ الأسئلة والتساؤلات ما إذا كنت حزبياً أم لا، وما أن تنتهي الانتخابات حتّى يبدأ الجميع بالقول إنّني: “مستقل ومكتّر”. إلى أن قرّرت في العام 2013 كتابة مقالة بعنوان: “اعتمدوا” توجّهت فيها إلى مطلقي الاشاعات بالتصنيف الحزبي، وإلى أيّ حزب يريدون تصنيفي وختمتها بالقول إنّني لو كنت منتمياً إلى أيّ حزب لكنت في المراكز العليا لأنّني لن أكون في هذا الحزب أو ذاك رقم عشرة آلاف وواحد أو خمسة عشر ألفاً وواحد. علماً أنّني لم أفكّر طوال حياتي بالانتماء إلى أيّ حزب ولو لمدّة خمس دقائق وهذا مبدأ سرت عليه وأطبّقه. وختمت المقالة التي لم تنشر بالقول إنّ من لديه معلومة مهما كانت سخيفة فليدلِ بها وإلاّ فليصمت طبقاً لما يحصل في المناداة في الكنيسة، إلاّ أنّ المقرّبين مني طلبوا عدم نشر هذه المقالة لعدّة اعتبارات ومنها أنّني لست مضطرّاً للردّ على الاشاعات الانتخابية.
س: وهل استعملت هذه الاشاعة في الانتخابات؟
ج: صراحة لم تستعمل إلاّ بين الدورتين وبعد أن انسحب الزميل الأستاذ بيار حنا وطلب تأييدي، فبدأت مجموعة معظمها من غير المحامين في الطابق الثاني من قصر العدل تصرخ “ثورة.. ثورة.. كسبار مرشّح الأحزاب”…الخ علماً بأنّ النقيب الصديق ملحم خلف لا يصبح مرشّح الأحزاب إذا دعمه حزب الكتائب وحركة أمل وحزب الله والحزب السوري القومي وغيرها من الأحزاب. ولكن للأسف حصل هذا الأمر ودام حوالي الثلاثة أرباع الساعة وكانت كافية للتجييش ضدّي، وكان سبق ذلك الحملة الاعلامية وخصوصاً على شاشة M.T.V. التي تجاهلت اسمي كلّياً واستثني اسمي من بين أسماء المرشّحين حتّى اعتقد البعض أنّني انسحبت ليلة الانتخابات.
س: وكيف هي العلاقة حالياً مع النقيب خلف؟
ج: النقيب ملحم خلف صديق منذ أكثر من ثلاثين عاماً. وأنا مرتاح جدّاً في العلاقة معه. فهو يجسّد العنفوان ونبض الشباب. وقد رسمنا استراتيجية دقيقة للعمل من أجل النهوض سريعاً لأنّ النقابة هي رافعة الوطن كما جاء في الشعار الذي أطلقه. ونعقد يومياً عشرات الاجتماعات ونلتقي المسؤولين في القضاء لأنّنا مصرّون على أن تكون بطاقة المحامي جواز عبور لكلّ احترام.
س: هل من كلمة اخيرة؟
ج: أريد أن أتوجّه إلى الزملاء المحامين بالقول إنّني كنت وسأبقى إلى جانب نقابتي وإلى جانبهم، وسوف أبقى على مبادئي في الاستقلالية مصرّاً على العبارة التي أطلقتها في العام 2006 وفي العام 2010 يوم فزت بالمرتبة الأولى في الانتخابات في الجمعية العمومية: أنا مستقلّ.. مستقلّ.. مستقلّ.
“محكمة” – الجمعة في 2019/12/6