ممرّات لذوي الاحتياجات الخاصة في العدليات/علي الموسوي
كتب علي الموسوي:
على الرغم من ورشة التأهيل والترميم والبناء الحاصلة في عدلية بيروت والتي لم تنته، لوحظ أنّ المعنيين في القضاء لم يلتفتوا إلى مسألة في غاية الأهمّية تتعلّق بإعطاء ذوي الاحتياجات الخاصة ممرّات خاصة لهم تمكّنهم من الدخول إلى العدلية والخروج منها من دون متاعب ومشقّات، إذ لا يوجد مسرب خاص بذوي الاحتياجات الخاصة وهم مثل غيرهم يحضرون إلى العدلية لدواع مختلفة، فلماذا لا يطلب المعنيون في وزارة العدل من القائمين بورشة التأهيل المستمرّة على قدم وساق ومن دون أفق نهائي واضح، أن يبادر إلى بناء ممرّ خاص بذوي الاحتياجات الخاصة عند المدخل الرئيسي لجهة المخفر والنيابة العامة، وإلاّ السماح لمساعدي هؤلاء الأشخاص بإيصالهم إلى الباب الخلفي المفضي إلى الباحة الخارجية مقابل موقف ركن السيّارات والذي يؤدّي إلى قاعة” الخطى الضائعة” مباشرة حيث من السهل بناء ممرّ خاص بهم إنْ وجدت صعوبة في بنائه عند مدخل العدلية؟
وتأتي هذه المطالبة الملحّة، بعد مشهد رؤية إنسان من ذوي الاحتياجات الخاصة ينتظر في الطقس الحار وتحت لهيب الشمس من يتولّى نقله ومساعدته للدخول إلى العدلية للمراجعة في أمر يعنيه.
ومن البديهي أن تشمل نيّة بناء ممرّ لذوي الاحتياجات الخاصة في عدلية بيروت بقيّة قصور العدل والمحاكم، فهم أيضاً مواطنون ولهم حقوق، ومن حقّ العدالة أن تؤمّن لهم ممرّاً ومسرباً يساعدهم على الدخول والتنقّل بدلاً من انتظار مساعدة هذا أو ذاك، وبدلاً من أن تنتهك حقوقهم على باب العدل، وبدلاً من أن يهانوا صيفاً وشتاء نتيجة عوامل المناخ.
(نشر في النسخة الورقية من مجلّة”محكمة” – العدد 44 – آب 2019)
“محكمة” – الخميس في 2019/8/15