طرائف وأشعار

مواقف وطرائف القضاة والمحامين:مين بدو يطهر مين؟/ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
نفاجأ يوميًا بظهور مسؤولين على شاشات التلفزة، يدلون بأنّ الأمور خارجة عن سيطرتهم، وبأن لا إمكانية لمعالجة هذا الموضوع أو ذاك، أو لحسم هذه المسألة أو تلك. هؤلاء المسؤولون ينسون أو يتناسون أنّ المواطن العادي يتمنّى. أمّا هم فأصحاب القرار، ولا يحقّ لهم التفريط بصلاحياتهم التي يجب أن يستعملوها في خدمة الوطن والمواطن. طبعًا هناك من لا يتحلّى بالكفاءة والخبرة والشجاعة والجرأة في اتخاذ القرارات. ولكن هناك أيضًا من يستلشق بالمنصب أو المركز ولا تهمّه مصلحة الوطن والمواطن، هذا عدا عن “قلّة الخصية” والإهمال والضياع. لهذا المسؤول نقول إذا لم تكن على قدر المسؤولية المعطاة لك استقل. بترتاح وبتريّح. ولكن لا يحقّ لك التمسك بالمنصب أو المركز وأنت لا تعمل شيئًا. مارس صلاحياتك بالكامل، وخذ القرارات خصوصًا في بلد كلبنان بات على شفير الهاوية شعبًا ومؤسّسات. هذه المؤسّسات التي تتفكّك وليس من مهتم أو متابع، وكأنّ الأمر متروك على طريقة “سارحة والربّ راعيها”.
وباختصار على المسؤول أن “يقبض حالو جد” لا أن ينقّ وينعي بعد أن يكون قد أطلق الشعارات والكلام الكبير حول عدم الهلع وحول الأمن الممسوك وحول وضع الليرة بأنّها بألف خير. ثمّ ينفض يده من التبعات والنتائج.
والشيء بالشيء يذكر. قديمًا أخبرني أحد النوّاب الطرفة الآتية:
ذهب شخص إلى الطبيب النفساني وقال له:
– حكيم. عندي مشكلة. أحسّ وكأنّني حبّة قمح والدجاجة هاجمة عليّ بدا تاكلني.
فبدأ الطبيب يشرح له قائلًا:
– لا يا إبني انت إنسان لك رأس وعقل. انت لست حبّة قمح.
ففرح الرجل وشكر الطبيب وهمّ بالخروج وما ان وصل إلى الباب حتّى عاد وقال للطبيب:
– حكيم. انا اقتنعت بأنّني لست حبّة قمح. ولكن من يُقنع الدجاجة بأنّني لست حبّة قمح؟
***
مين بدو يطهر مين؟
في أوائل التسعينات، وعلى اثر انتهاء الحرب في لبنان وانخراط معظم المسؤولين الحزبيين في الحكم، قامت حملة إعلامية حول تطهير موظّفين في الدولة. وعندما سئل المحامي فؤاد شبقلو عن رأيه، أجاب بالسؤال الشهير:
– مين بدو يطهر مين؟
***
بدك مين يعرف يحكي
يعتقد البعض أنّهم الوحيدون الذين يفهمون ويحلّلون في محيطهم وأنّ غيرهم لا يفهمون شيئًا. وفي هذا المجال يخبر المحامي وليد يونس أنّ أحد العسكريين طلب إجازة من الضابط المسؤول عنه لرؤية عائلته إلاّ أنّه رفض. فجلس خارجًا وهو يندب حظّه وإذ بأحد العسكريين الذي يتأتئ يمرّ به ويسأله عن سبب حزنه فلم يجبه. فسأله مرّة ثانية:
– ش…ش…ش…شو بالك؟
فأجابه أنّ الضابط يرفض توقيع طلب الإجازة له.
فقال له: أ…أ..اعطيني ايّاها
فسلّمه إيّاها. فدخل العسكري ووقف قبالة الضابط وهو يقول:
-س…س…سيدنا
– س..س…س…سيدنا
فأمسك الضابط قلمًا ووقّع على الطلب بنرفزة بسبب الثأثأة، وسلمه للعسكري الذي خرج من المكتب وسلّمه للعسكري الآخر الذي سأله:
– شو قلت له حتّى وقع الطلب؟
– فأجابه:
– م…م..م..ما بدك مين يعرف يحكي.
***
حكومة مستقلّة لأربعة اشهر
كتب الصحافي وليد عوض في مجلّة “الأفكار” مقالة بعنوان: يا أهل البيت الحكومي كفى كفى كفى. حكومة مستقلّة لأربعة أشهر أفضل منها.
وممّا جاء فيها: من حقّ النائب عصام فارس، وهو الخبير بمجريات الرياح، وصاحب “الجيرويت” السياسية الخاصة (علامة لها شكل الديك توضع على السطوح لرصد اتجاه الريح) أن يطالب باستقالة الحكومة بعد تفكّكها من الداخل، ومجيء حكومة انتقالية تشرف على الإستحقاق الأكبر الذي هو انتخابات الرئاسة، ولا يكون أعضاؤها أسرى مصالحهم السياسية. حكومة شبيهة بحكومة الرئيس أحمد الداعوق عام 1960، وفيها وزير الداخلية مثل وزير تلك الحكومة الشيخ إدمون كسبار، تتصرّف في معزل عن أيّ هوى سياسي، أو انتخابي، أو “مقاولاتي”. وهذا لن يضير الرئيس الحريري بشيء فهو صاحب كتلة برلمانية تؤثّر في القرار، سواء برئاسته أو بعدم رئاسته للحكومة. وبعدما كانوا يحاسبونه لأقلّ هفوة حكومية، يستطيع أن يحاسبهم لأقلّ زلّة قدم، أو دعسة ناقصة، وهي فرصة كذلك للرئيس الياس الهراوي حتّى يفكّك ظلّ الرئيس الحريري الضاغط على القرار الإجرائي، ويستردّ ما يصفه بالصلاحيات الضائعة!
***
سبب المجاعة
يقول المحامي الكبير روجيه نجار إنّ المحاميين الألمعيين الفرنسيين مورو – جيافيري وموريس غارسون كانا يترافعان دائمًا ضدّ بعضهما في المحاكم إلاّ أنّهما كانا صديقين حميمين.
ويضيف أنّ مورو – جيافيري كان سمينًا ووزنه حوالي 120 كلغ ويأكل كثيرًا، في حين أنّ موريس غارسون كان تحيلًا ويبلغ وزنه 57 كلغ ويأكل قليلًا، وأنّ الإثنين كانا يتناولان طعام العشاء عندما نظر مورو جيافيري نحو غارسون قائلًا له:
– إنّ من يراك تأكل يعتقد أنّ هناك مجاعة في فرنسا.
فأجابه غارسون قائلًا:
– ومن يراك تأكل يعرف حينئذٍ سبب المجاعة.
“محكمة” – الجمعة في 2021/3/12

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!