نادي قضاة لبنان ينعى أحد أعمدته المؤسّسة ماري دنيز المعوشي: صوت الضمير القضائي الصادح
نعى نادي قضاة لبنان أحد أعمدته المُؤسّسة القاضي ماري دنيز المعوشي التي وافتها المنية صباح اليوم الثلاثاء بعد صراع مع المرض، ووصفها بـ” صاحبة الإرادة الصلبة”، و”صوت الضمير القضائي الصادح”، و”المتمتعة بأخلاقيات قضائية حقيقية”، والتي “نبذت الشخصانية”، مطلقاً اسمها على قاعة اجتماعاته “لتبقى ذكراها دائماً وأبداً نبراساً ينير طريق الحقّ والعدلّ”.
وتضمّن بيان النعي النصّ التالي: “بمزيد من الحرقة واللوعة، ينعي نادي قضاة لبنان إلى الشعب اللبناني، أحد أعمدته المؤسّسة، ورائدة من روّاد العدالة في بلاد الأرز، فارساً ترجّل مبكراً عن جواده، أميرة من أميرات الروح الجميلة، صاحبة الإرادة الصلبة التي لا تتزحزح، إرادة العدالة حيث قلّ نصيرها، إرادة الاجتماع حيث كثرت الفرقة، القاضية الرئيسة ماري دنيز المعوشي،
وهو في هذه المناسبة الجلل، يستذكر مآثر الراحلة التي لا تعدّ ولا تحصى، فهي التي تمتّعت بـ “أخلاقيات قضائية” حقيقية، فرفضت، عندما كانت عضواً في مجلس القضاء الأعلى، تشكيلات لم تكن مقتنعة بها ، وهي التي تمتّعت بصفات قيادية حميدة، فبادرت ودعت في غير مناسبة إلى التراجع عن قرار ثبت بالتجربة خطؤه، وما آلية مباريات التقدم إلى القضاء إلاّ نموذج بسيط عن تفكيرها العلمي المنزّه عن كلّ غاية، وهي التي نبذت الشخصانية، وقدّمت دوماً مصلحة المجموع على ما عداها من مصالح، وكانت صوت الضمير القضائي الصادح في الجمعيات العمومية للمطالبة بالحدّ الأدنى من الحقوق المسلوبة، وهي التي آمنت بحقّ تجمّع القضاة للدفاع عن كرامتهم واستقلالية السلطة القضائية، وأقرنت إيمانها بالمشاركة مع زملائها في تأسيس نادي قضاة لبنان، الذي وفي هذه المناسبة يعاهد أعضاؤه المؤسّسون، الراحلة الكبيرة، بالسير على خطاها ومتابعة النضال لتحقيق حلمها، “استقلال القضاء ومنعته”، والنادي في هذه المناسبة، إذ يتقدمّ بأحرّ التعازي من عائلة الراحلة ومن الأسرة القضائية، يعلن إطلاقه اسم الراحلة على قاعة اجتماعاته لتبقى ذكراها دائماً وأبداً نبراساً ينير طريق الحقّ والعدلّ”.
“محكمة” – الثلاثاء في 2018/07/24