نصرت أبو خليل مناضل للحقّ والعدالة خسرناه/عمر زين
بقلم: المحامي عمر زين(الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب):
القائد النقابي المحامي نصرت أبو خليل الذي غادرنا منذ أيّام إلى دنيا البقاء، عرفته وعائلته فرداً فرداً منذ خمسينات القرن الماضي حيث سكنوا في شارع محي الدين العربي من منطقة البسطة الفوقا، جيراناً لنا، أنقياءً، ملأوا حقول الحياة سنابل من ذهب، وطيلة إقامتهم بقي اللون الأبيض الغالب على صفاء قلوبهم وأرواحهم.
تميّز الراحل الكبير بسمو الأخلاق، والنزاهة في التعامل، والغزارة في العلم، والكفاءة في حمل رسالة المحاماة، صادقاً في قوله وعمله. رفعه زملاؤه إلى سدّة العمل النقابي في نقابة المحامين في بيروت ثلاث دورات انتخابية، فجمع إلى جانب عضويته صفة أمين السرّ، وأمين الصندوق، فكان مثال النقابي الساهر على مصلحة النقابة والمحاماة والمحامين، وفياً للأمانة وللرسالة التي حملها، وعمل مع النقباء الكبار الكبار بدون أيّ تحفّظ لنصرة الحقّ والإنسان، ونال ميدالية النقابة الذهبية لمسيرته الطويلة هذه.
عاش الراحل الكبير بنكهة الحبّ والفرح وعلى مُحيّاه ابتسامة الأمل، فهو من دوحة عريقة في سمو الروح، وتفاني النفس، وحسن الخلق، لم يكره أحداً طيلة حياته، فكان من الأشخاص الأذكياء الذي يتجاهلون الصغار، وكان من الأشخاص الأقوياء الذين يسامحون، مؤمناً بالعدل والحقّ، ومن أجل ذلك لم يأخذ التمرّد طريقه إليه، عمل في حياته وفق قول الإمام علي “الصدق والوفاء تؤامان”، فكان الصادق الوفي في القول والعمل، وآمن بأنّ الاستقلال والعدل هما كالصدق والوفاء توأمان لا ينفصلان.
ناضل المغفور له الزميل نصرت أبو خليل في كلّ معاركنا النقابية، ووقف معنا كالمارد سدّاً منيعاً بوجه دعوات لتقسيم النقابة يوم لم تضمّ العائلات اللبنانية في مجلسها، وساندنا في توحيد الصفوف وإصدار الوثيقة التاريخية عام 1992 التي وقعت من الوزراء والنوّاب الحاليين والسابقين حين ذاك والنقباء والنقابيين لتؤكّد بأن تكون العائلة اللبنانية ممثلة دائماً في مجلس نقابة المحامين في بيروت، فهو دائماً الأمين على متابعة المسيرة من خلال الوقوف إلى جانب الحق والعدالة.
نأمل أن يتكرّر مثل هؤلاء الرجال الرجال لحمل رسالة المحاماة وتعزيز العمل النقابي والوطني، تغمّدك الله بواسع رحمته وأنزلك منزلة الصدّيقين والأبرار.
“محكمة” – السبت في 2020/1/18