نقيبا المحامين المراد وخلف: لإحالة فاجعة عكّار على المجلس العدلي
صدر عن نقيبي المحامين في الشمال محمّد المراد وبيروت ملحم خلف البيان التالي:
“إنّ فاجعة عكّار، فجر يوم الأحد في ٢٠٢١/٨/١٥، هزّت وجدان كلّ مواطن بل كلّ إنسان!
ما ذنب هؤلاء الضحايا الأبرياء وأهاليهم البؤساء؟!
ما ذنب هؤلاء الجرحى المصابين بحروقٍ بليغة، أليسو ضحايا أحياء يتألمون في كلّ لحظة ويذوقون مرارة الموت؟!
ذنبهم الوحيد أنّهم ضحايا- وكلّنا ضحايا- نفس المنظومة المتنقّلة التي تنشر فسادها وإجرامها في كلّ زوايا هذا الوطن، وكأنّها لا تأبى إلّا أنْ تُوجع الناس يوميًا بفعلِ خُبثٍ وقتلٍ وإبادةٍ جماعية.
تألّمنا حتّى الموت، في جولتنا في الأمس في محافظة عكّار المحرومة، بحثًا عن كلماتٍ أو موقفٍ أو عملٍ يُعزّي أهلنا في هذه المناطق الجريحة الأبية، مقلع الأبطال، فنتوقّف عند الأمور الآتية:
أوّلًا- كمْ مُحزن أنْ نُشاهد الأهالي في حالةِ هلعٍ لا يعرفون إلى مَن يلجأون وبمن يتواصلون بحثًا عن جرحاهم ومفقوديهم. وكمْ الضروري أنْ يتمّ إنشاء خلية أزمة مركزية برقم هاتف ساخن موحّد لتلقي إتصالات الأهالي ولطمأنتهم والوقوف عند حاجاتهم الملحّة ولإتمام تحاليل الحمض النوويّ اللازمة.
ثانيًا- إنّ هذه الجريمة بالغة الخطورة بحيثياتها وأسبابها وظروفها وتبعاتها على المستوى الوطني، ومن الضروري إحالتها أمام المجلس العدلي؛ وإنّ أهالي الضحايا والجرحى المصابين، لهم الحقّ المُطلق، في مواكبة التحقيقات لتبيان كامل الحقائق ولتحديد المسؤوليات، وفي محاكمةٍ عادلة، توصّلًا للإقتصاص من المرتكبين، وإحقاقاً لحقوقهم الشخصية، تحقيقًا للعدالة.
ثالثًا– إنّ نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس، تضعان كلّ إمكاناتهما القانونية في تصرّف أهالي الضحايا والجرحى والمتضرّرين في هذه القضية الفاجعة، وهما على أتمّ الإستعداد لتكليف محامين متطوّعين، لمواكبة هؤلاء قانونيًا وقضائيًا حتّى النهاية.
إنّ تعزية أهالي الضحايا وكلّ اللبنانيين، أمرٌ لم يعد يكفي، أمام المصائب اليومية التي يفتعلها مَن هم مؤتمون على حياة الناس؛ تجاوَزَ التعسُّف كلّ المدى، وما يجري بحقّ الشعب اللبنانيّ هو ذروة الظُلم، ولا يمكن لأيّ أحد أنْ يبقى صامتًا أو شاهد زورٍ! إنّ اللبنانيين في وضعية الرهائن لهؤلاء “اللا مسؤولين”، وتحرير الناس مِن مخالب هؤلاء أضحى أمراً واجباً ومداهماً!
“محكمة” – الإثنين في 2021/8/16