هذه هي جرائم الخارجين من “رومية” غير المحكومين.. للإندحار مع “النصرة”
كتب علي الموسوي:
إندحار “أبو مالك التلّة” مع عناصره عن جرود بلدة عرسال التي عادت إلى حضن الوطن، هو نصر معنوي للمقاومة والجيش والشعب، وتحديداً لمن عانى من هاجس هذا الإحتلال سواء أكان يعيش في القرى أو في المدن حيث وصلت سيّاراته المفخّخة.
وحاول “التلّة” تحقيق مكاسب في المفاوضات التي جرت مع الدولة اللبنانية ممثّلة باللواء عبّاس إبراهيم، فرفع سقف مطالبه لإخراج مجموعة سجناء تابعين له كانوا أوقفوا في أوقات مختلفة في لبنان على يد الجيش اللبناني والقوى الأمنية الرسمية الأخرى، مستغلاً أسر ثلاثة مقاومين في معارك جرود عرسال الأخيرة في تموز الفائت بعدما ضلّوا طريقهم وهم: حسام فقيه، حمد حرب، وشادي رحيم.
غير أنّ الردّ القاسي كان بوضعه أمام إحتمالين، إمّا القبول بما هو متفق عليه بإخراج ثلاثة سجناء فقط، وإمّا العودة إلى الحرب وهو المُحرج والمأزوم والخاسر عسكرياً، فقبل بشرط الدولة اللبنانية بإطلاق سراح ثلاثة سجناء فقط هم: تاجر المخدّرات المنتمي إلى”النصرة” اللبناني عبد الرحمن زكريا الحسن، والسوريان عدنان محمّد الصليبي، وعبد الغني زهير شروف.
ولا بدّ من التوضيح أنّ هؤلاء الثلاثة لم تتمّ محاكمتهم، ولم تصدر أحكام بحقّهم، بعكس ما نشرت صحف محلّية لبنانية ونقلت عنها مواقع إلكترونية، بل هم موقوفون، ولو كانت ثمّة أحكام بحقّهم، لاستحال تركهم بهذه الطريقة السريعة، إذ إنّ هناك إجراءات قانونية تقتضي المتابعة مع السلطات القضائية وتحتاج إلى بعض الوقت، وهذا أحد أسباب رفض طلب “أبو مالك التلّة” بإطلاق سراح سجناء محكومين يوالون تنظيمه الإرهابي.
ولم يكتف عبد الرحمن الحسن بتمويل “النصرة” من خلال انكبابه على تصنيع “الكبتاغون” وترويج المخدّرات، بل سعى إلى تخزين أسلحة ومتفجّرات تضمّنت قنابل يدوية وصواعق كهربائية بالإصافة إلى مواد لتصنيع العبوات الناسفة والمتفجّرات تمهيداً لاستعمالها ضدّ مراكز تابعة للجيش اللبناني الذي أوقفه في شهر أيلول 2015 في منطقة الشمال.
وعمل الحسن على خطّ الإيقاع بعسكريين وحثّهم على الإنشقاق عن الجيش والعمل لمصلحة “النصرة” وتشجيعهم على الإستيلاء على معدّات عسكريّة.
أمّا عدنان الصليبي الملقّب بـ” أبي محمّد” و” زعيتر”، فهو من القياديين في “جبهة النصرة”، وأوقع به الجيش اللبناني في كمين مُحْكم نصبه له في جرود عرسال في 18 تشرين الأوّل من العام 2016، واعترف خلال التحقيق والمحاكمة أمام المحكمة العسكرية الدائمة بأنّه يعمل في الدعم اللوجستي، وانضمّ إلى”النصرة” بعد فراره من مسقط رأسه مدينة القصير السورية، ولم يصدر أيّ حكم بحقّه لا مخفّف ولا قاس، إذ كان في طور المحاكمة.
ولم تكتمل محاكمة عبد الغني زهير شروف الذي أحضر مراراً أمام المحكمة العسكرية الدائمة مع مواطنه كنان خالد شحادة الملقّب بـ”أبي دموع”، وهما ينتميان إلى”النصرة” وشاركا في الاعتداء على الجيش اللبناني في بلدة عرسال وخاضا المعارك ضدّه في 2 آب 2014.
“محكمة” – الأربعاء في 02/08/2017.