هنيئاً للنقيب ناضر كسبار التكريم لتحقيقه الانجازات ومقاومة محاولات زعزعة نقابة المحامين/جوزف القصيفي
النقيب جوزف القصيفي*:
“الانجازات في عهد الازمات” عنوان جميل، احسن منظمو الحفل إختياره للدلالة على واقع لا يمكن لأي منصف عاقل إنكاره لدى الحديث عن ولاية ناضر كسبار على رأس نقابة المحامين.
اقول هذا الكلام واعنيه لأن ثمة تشابها بين تجربتينا. واعذروني إن كنت كمادح نفسه لاقرؤكم الحقيقة، لا السلام.
ناضر كسبار هو ابن تجربة نقابية طويلة بدأها من الصفوف مناضلا ملتزما بقواعد العمل والتعاطي القائمة على الانحياز لاصحاب الحقوق والانتصار للمغبونين والدفاع عن شرف المهنة، وهو ما اهله لنيل ثقة زملائه بانتخابه عضوا في مجلسها لأكثر من دورة، ولم ينسحب من السباق خائضا غمار المنافسات الحادة والشريفة حتى حقق امنيته التي لازمته منذ عهده الأول في المحاماة، وهي تبؤو سدة النقابة. ولئن تزامن انتخابه مع تراكم الازمات واشتداد الصعاب ومضاعفة التحديات، فإن عزيمته لم تلن ولا عرفت همته فتورا، ولا ادركه وهن، بل ظل يقاوم ويرد بشجاعة السهام المسمومة التي وجهت اليه،لا لثأر شخصي او لسبب مهني، بل انفاذا لخطة خبيثة تستهدف ضرب النقابات الوطنية من خلال التشكيك بها وبدورها ومحاصرتها بهدف تقسيمها او شرذمتها.
وقد شهدنا في نقابة محرري الصحافة اللبنانية محاولات مماثلة يائسة مدفوعة من خارج يسعى إلى تبديل المشهد الوطني، وتغيير قواعد اللعبة لصالح فوضى يتعمدها الساعون إليها لجعلها البديل . ولن يفلحوا طالما في لبنان قضاة نزهاء، وحراس اوفياء للقيم. انا مثلك يا نقيب بدأت من الصفوف وتدرجت حتى تشرفت بثقة زملائي الذين رفعوني إلى منصب نقيب.
واقر واعترف أن كلانا حقق إنجازات بادية للعيان وأمام كل متابع مدقق. وكفانا فخرا اننا واجهنا، ولم نتراجع في وجه الازمات التي تعرضنا لها. فهنيئا لك التكريم لا لأنك حققت الانجازات في زمن الازمات فحسب، بل لأنك قاومت بصلابة كل محاولات الزعزعة التي حاولت النيل من نقابتك العريقة. الزميلات والزملاء المكرمون،إنكم لمستحقون كل تقدير واكرام من نقابة المحامين التي تعاونتم معها،ووقفتم إلى جانبها، وتصديتم لما تعرضت له، وانحزتم إلى القضية التي تحمل لواءها. وليس غريبا عليكم أن تكونوا إلى جانبها لأن ثمة قيما مشتركة تتقاسمون شرف الدفاع عنها: الحرية والحقيقة والعدالة. فالحرية والحقيقة لا فكاك بينهما، وهما البوصلة نحو العدالة. ولا يمكن للصحافي والاعلامي الا أن يكون مجندا في سبيلهما، واي خيانة للحقيقة هي خيانة للحرية والعدالة. لكن هذا الثالوث يرتكز إلى الضمير، والوفاء للضمير والاستماع إلى ندائه هما درع التثبيت الذي يتعين على المحامي والصحافي والاعلامي التحصن به.
واني إذ احيي كل زميلة وزميل من المكرمات والمكرمين الليلة، مثنيا على إخلاصهم لرسالتهم،وحرفيتهم في أدائهم المهني، وصدق تعاونهم مع نقابة المحامين، اذكرهم بما قاله البابا فرنسيس اخيرا لدى استقباله صحافيين ايطاليين: “إن التضليل والأخبار الكاذبة هي أولى خطايا الصحافة في سعيها إلى توجيه الرأي العام. وأن أخطاء الصحافة اربعة: “التضليل عندما لا يقوم الصحافي بالابلاغ او يضلل. والإهانة المستخدمة احيانا. والتشهير الذي يختلف عن الإهانة، لكنه يحطم. واخيرا الولع بالفضائح”.
ولا اخال من اختارتهم لجنة الاعلام والنشر في نقابة المحامين مشكورة ليكرموا، الا في منتهى الالتزام الأخلاقي والحرص على المهنية،والأمانة في نقل الاخبار، والدقة في مقاربة المواضيع.هكذا عهدناهم وهكذا نريد للاعلام اللبناني أن يكون : حارسا للقيم، مناصرا لدولة العدل والحق، محاربا للفساد والمفسدين، متربصا بكل الحركات الوليدة المشبوهة ” الاجندات” التي تعتزم هدم الكيانات النقابية الوطنية بذرائع غير مبررة ومفهومة.
صديقي النقيب ناضر معا كنا في معركة الحريات…معا كنا في مواجهة المصارف التي ارتجت على ودائعنا….معا كنا، ونبقى في مقارعة من يسعى إلى الغاء النقابات الوطنية…ومعا سنواصل النضال في اي موقع من أجل أن يستعيد لبنان وجهه المتألق، وايامه الغر. ويا زميلاتي وزملائي انتم القلم الذي يتوسط كفتي الميزان، ليستقيم العدل وتزهر العدالة برسالتكم.
* ألقى نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي هذه الكلمة في حفل التكريم الذي أقامته “لجنة الاعلام والنشر في نقابة المحامين” للنقيب ناضر كسبار ونخبة من الاعلاميّين وبينهم المدير المسؤول لمجلة “محكمة” وموقعها الإلكتروني المحامي علي الموسوي، وذلك يوم الجمعة الواقع في 8 أيلول 2023، في “بيت المحامي”.
“محكمة” – السبت في 2023/9/9