.. ورحل الأمير الراقي/شادي فارس
شادي فارس*:
… وقبل أوان الرحيل ارتحلت،
وها نحن سيّدي، عدنا إلى أروقة المكان حيث كانت عيناك ترسل إلينا إشارات الأمل.
هنا كان صمتك المدوّي يرتّب فوضى أعمالنا وأثقال الأيّام.
ترسم لنا تلك الابتسامة المعهودة من دماثتك، فتنير دياجير العدل في محاضر القضاء.
وكيف ننسى أنّ كلماتك كانت تلطّف على المراجعين، قساوة القدر؟
عدنا حضرة الريّس أولى صباحات اليوم، ولكن كلّ شيء حولنا مبعثر.
كما دفاترنا وأقلامنا الجافة،
مهلًا إنّ كابوس رحيلك حقيقة
لقد رحل فارس القصر، ومهندس العدل الواقف، والأمير الراقي في تعامله معنا والناس،
لقد اختار عدالة السماء ليساعدنا من هناك لنكمل طريق عدالة الأرض المرهقة.
حتّى نلتقي صلّي لأجلنا.. فنادر منصور حاضر بيننا في الأرض.. يساعدنا من السماء.
* مساعد قضائي في النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان.
كان يفترض أن يردّ المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي نادر منصور هذا اليوم على اتصالات الفصائل والمفارز والمخافر التابعة لمحافظة جبل لبنان لتأخذ إشارته في شكوى ما أو محضر تحقيق، لأنّ مناوبته تصادف اليوم بحسب جدول مناوبة القضاة في النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، لكنّه لم يردّ.
فإذا ما رنّ الهاتف، وكثيرا ما يضجّ بالرنين خلال أوقات المناوبة، وهذا ما يعرفه جيّدًا كلّ قضاة النيابات العامة، فإنّ القاضي منصور لن يردّ، لأنّه تركنا والتحق بدنيا الحقّ.
“محكمة” – الإثنين في 2024/2/19