وشاح العدل للنقيب الشجاع عصام كرم/جمال الحلو
المحامي جمال الحلو(قاض سابق):
إنّه رجل استثنائيّ من زمن العمالقة، يجمعُ في كيانه طهرَ البشريّة، وفي شخصيّته الرؤى الأدبيّة، وفي عقله قانون الوجوديّة، وفي قلبه محبّة الانسانيّة.
إنّه النقيب والأديب، في جعبته معاجمُ اللغة وأدب البلاغة، وفي ضميره صدقُ التعاطي ونبلُ الأخلاق، وفي عقلِه موسوعةٌ قانونيّة بذاكرة وقّادة لن تجد لها مثيلًا إلّا في القليل من الناسِ الكبار.
إنّه علَمٌ من بلادي، تجرّعَ الأدب كابرًا عن كابر. كيف لا وهو العصامُ في بيت الأديب الكبير كرم ملحم كرم؟ أخذ عن أبيه حبَّه للّغة العربيّة فأبدع وكان فرقدًا من فراقد الضاد، وأخذَ عن أمّه الكرم وحبّ العطاء.
محامٍ بارع، سيّدٌ لمنابر العدالة، وفارسٌ من فرسان محرابها. إنتُخب نقيبًا للمحامين في زمن الشرقيّة والغربيّة فعمل بحكمته على جمع شطرَي العاصمة بالعلم والمعرفة والقانون والعدالة.
أحبّه الجميع، وأحبَّ الجميع، فكان راعيًا صالحًا في أروقة العدل، فلم يتلوّن وإن تلوّن الزمان.
عصام كرم فخامةُ الاسم تدلُّ على مضمونه.
إحساسه أساس الحكمة.
شجاعته عنوان الرجولة.
كلمته وشاح العدل.
في قربِه تدنو من عظمة الرقيّ، وفي مجالستِه تدنو من تواضع الكبار.
صادَفتْني في حياتي العمليّة ومسيرتي القضائيّة الصعاب ومرارة الكيد والحسد والمكر، حتّى خشيتُ على نفسي من القدرة على المواجهة منفردًا، فكان كالطود العظيم واستطعنا بجهوده الجبّارة من تحقيق الانتصار على المصطادين في الماء العكر. وبفضل حكمته ودرايته ورويّته وبرودة أعصابه، كان النصر حليفنا في زمن قلَّت فيه المروءة والشهامة وعزّة النفس.
أيّها العصاميّ الكبير، نقيب الشرفاء، أمير العطاء، أقول لك وعلى رؤوس الأشهاد :
لك في ضميري ووجداني، وعقلي وكياني كلّ الإعجاب والتقدير والاحترام.
أنتَ كالسماء ذات النجوم مِن فوقي، وأنت كالعلَم الرفراف بمزايا الأخلاق في نفسي.
حضرة النقيب الكبير :
يحتاجُ الكلام علَيك إلى أطروحة دكتوراه، لا بل موسوعات لا تُعدّ.
أطال الله عمرك مع موفور الصحّة والعافية، وأمدَّنا مِن علمك حتّى ترضى الناصية، وزادَنا من عطائك حتّى تمتلىء الراوية.
إنّك رجل في زمنٍ قلّ فيه الرجال، وكثرَ فيه أشباه الرجال.
تلميذُكم والفخرُ تاجي، جمال ديب الحلو.
“محكمة” – الأحد في 2019/6/23