وضع المحامين لا يطمئن/فادي حدّاد
المحامي فادي حدّاد(عضو مجلس نقابة المحامين في بيروت):
حضرة الرئيس الأوّل لمحكمة الاستئناف في بيروت القاضي سهيل عبود، حضرة المستشارَتين القاضِيتَين زينة بطرس وجهينة دكروب،ســـعادةَ نقيب المحامين في بيروت الأستاذ أنـدره الشدياق، أعضاء مجلس النقابة ،زميـِلاتي زمـَلائي المحامين الحضـــور الكريـــم،
“القسمُ ليسَ مجرّد كلماتٍ تـــُتلى في مناسبةٍ “وتــــُنسى في ما بعد، بــلْ هو حارسُ الضميرِ وهو الـتزام يرافقُ صاحبـَه على الدوامِ ويرسمُ طريـقـــًه”
بهذه الكلماتِ وصَــفَ فخامة رئيسِ الجمهورية العماد ميشال عون بأبلغ العبارات يمينَ المحامي.
إنهُ حارسُ الضميرِ، وكم من ضميرٍ في هذا الوطنِ غابَ عنه الحرّاسُ حتى وصَلنا الى ما وصَلنا اليه.
والضميرُ المهني أساسُ النجاحِ في كلِّ عملٍ شريف.
منذُ نيـّفٍ وستةٍ وعشرين عاماً أقسمتُ يمينَ المحامي، وها أنا اليومَ بتأييدِ زملائي المحامين، وببادرةِ ثقةٍ من سعادة النقيب أتشرّفُ بأن أكـونَ أولَّ مـنْ يناديكم بالزملاء.
زميلاتي زملائي المتدرّجين،
إن وضعَ المحامينَ في لبنانَ لا يدعو الى الاطمئنانِ، وأنتم بالطبعِ لستُم مسؤولينَ عن هذا الواقع، إلا أنكم تتحملون مسؤوليةَ التحدياتِ في الآتي من الايام متسلّحين بالعلمِ والكفاءةِ والسيرةِ الحسنة ، وهذه كشجرَةِ الزيتون، لا تنمو سريعاً ولكنـَها تعيشُ طويلاً.
فالمحاماة ، وإن كانت تَمنحُ الضماناتَ والحصاناتَ ، إلا أنها تـــــــُلزِم من يمارسُها بالموجباتِ التي تـًــفرِضـها القوانينُ والأنظمة.
فالحصانةُ ليسَت وسيلةٌ يستقوي بها المخالفونَ والمرتكبونَ، انما هي تشجيعٌ على الالتزامِ بمناقبية المهنة ، وهذا أمرٌ منوطٌ بالجهدِ الشخصي والالتزامِ الادَبي لكلٍّ منكم بما أقسم عليه، وعليكُم دائماً أن تـَعوا بأنَ هذه الحصانةُ تـَسقطُ عنكُم عندَ أولِ مخالفةٍ أو ارتكابٍ يتناقـِضُ وآدابِ المهنةِ وسلوكِها. فلا يـَغـُــــرَّنَـــكم منحَها لكم بل إسـْعوا لتكونوا من مستحقّيها.
وفي هذه المناسبة، نتوجّهُ إلى الاهلِ الاعِزاء ، وإنّ لنا بينهـُم قضاة ومحامينَ زملاء ، لكي يكونوا الداعمَ الاول لأبنائهـِم ولتوعِيتّهم على ما هم قادمونَ عليه من مصاعبِ وهمومِ المهنة، فيساهمونَ معنا ومعهُم لتأمينِ افضَلَ ظـُروفِ التنشئةِ المهنيةِ الصحيحة.
زميلاتي زملائي الجدد،نقابتُكم أقسَمِت اليمينَ على دعمِكُم ومساعدَتِكم،
نقيبـُكم أقسمَ اليمينَ على الوقوفِ الى جانبكـُم ، فثــُقوا بأنفِسُـكم، لأن أساسُ نجاحِ المرءِ في حياته ثقته بنفسه.
ولا بــدّ أخيراً من كلمةِ تقديرٍ نتوجّه بها إلى حضرةِ الرئيس الأول الذي أبدى أداءً وتجاوباً وتسهيلاً بمعرضِ تنظيمِ هذه المناسبة ، قلَّ نظيرهم ، وهذا الموقفُ ينمُ عن قنـاعــةٍ راسخةٍ لديه بأن القضاء والمحاماة هما فعلاً جـَناحا العدالةِ الحـَقّة ، فنتوجّه إليه بخالصِ الشكرِ والإكبار على هذا الموقف .
*ألقيت هذه الكلمة في حفل قسم 197 محامياً متدرّجاً في نقابة المحامين في بيروت اليمين القانونية في قصر عدل بيروت يوم الأربعاء الواقع فيه 26 حزيران 2019.
“محكمة” – الجمعة في 2019/6/28