يرحل نبيل ويطوي معه زمنًا جميلًا/ناضر كسبار
ناضر كسبار(نقيب المحامين في بيروت):
كانوا ثلاثة: سعد الدين الحوت وأحمد صفصوف ونبيل أبو صعب. كلّهم رحلوا… كأنّه رحيل الحياة.
كانوا الأقرب والأوفى والأعزّ والأحبّ. وبعد رحيل العزيزين سعد الدين وأحمد، بقي النبيل، إبن الجبل الأشمّ. الصديق الأقرب الذي ألتقيه بشكل شبه يومي في نقابة المحامين، وكلّ يوم أحد مع مجموعة من الأصدقاء في المقهى في وسط بيروت.
أجزم أنّني لم أسمع منه يومًا كلمة واحدة خارجة عن المألوف أو شتيمة أو نميمة بحقّ أحد. كان ذاك الإنسان المحبّ، اللائق الذي يحفظ الودّ والمناقبية. وهو اللبق اللطيف، الخلوق الشفيف، المسالم الراقي الذي يحترم نفسه والآخرين.
اليوم ينطوي زمن جميل، وينطوي تاريخ عريق من العطاء والوفاء والصدق، ويرحل الزميل الصديق الأحبّ نبيل أبو صعب بعد أن أقفل خلفه باب ذاك الزمن الجميل الذي لن يتكرّر.
ويا عزيزي نبيل،
في القلب وفي البال، أخًا عزيزًا، وزميلًا محترمًا، وصديقًا مخلصًا..ألا فاعبر بسلام، فإنّك الآن حيث يليق بالأخيار الأنقياء والأصفياء.
وإلى العزيزين سعد الدين وأحمد، إستقبلا الحبيب نبيل الإستقبال الذي يليق بإبن الجبل الأشمّ، جبل بني معروف. وأشبعاه ضمًّا ولثمًا وتقبيلًا.
رحمكم الله.
“محكمة” – الجمعة في 2022/1/14