يوم تمنّى بترو طراد لإدمون كسبار أن “تصبح محامياً أفضل مني”/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار*:
يقول المحامي مطانيوس عيد انه قرر تسجيل زوجته الاستاذة تريز على اسمه وفي مكتبه عندما سأله عضو مجلس النقابة يومها النقيب ميشال ليان الذي كان مقرراً لجدول التدرّج عمّا إذا كان قد أمّن لها غرفة لأنّ قرار مجلس النقابة كما هو معلوم يفرض تخصيص غرفة لكلّ محام، فأجابه عيد مداعباً: يا قطيعة…تزوّجنا وما همّنا إن كان عنا غرفة. صار التدرّج أهمّ من الزواج.
* **
واذا همدر؟
يوم كنا لا نزال على مقاعد الدراسة في الجامعة اليسوعية روى لنا البروفسور فايز الحاج شاهين انه كان يشرح لطلاب جامعة القديس يوسف في زحلة مبدأ الدخول في المحادثات بين الأطراف لإنشاء العقد في القانون المدني وانه قال: إنّ الذي توجّه إليه الدعوة للدخول في المحادثات يستطيع أن يقبل بقوله نعم أو يرفض بقوله لا أو يقول نعم ولكن، أو يسكت ولا يجيب.
فوقف أحد الطلاب الزحلاويين وسأله قائلاً: وإذا همدر؟
* * *
ادمون كسبار وبترو طراد
روى النقيب ادمون كسبار للصحافي الاستاذ وليد عوض أنّه حضر كمحام متدرّج إحدى مرافعات الرئيس المحامي بترو طراد في العشرينات فنسي ما حوله وذاب في كلمات الرجل. ولما انتهى الرئيس طراد من مرافعته وخرج تجاه شجرة قصر العدل الشهيرة، إنطلق نحوه الشيخ ادمون وقال له: “كلّ ما أرجوه يا سيّدي هو أن أصبح في يوم من الأيّام محامياً مثلك” فربت بترو طراد على كتف المحامي الشاب المتدرّج وقال له: كلّ ما أرجوه لك أن تصبح محامياً أفضل مني.
* * *
سأكون بينكم بودادي
قبل وفاته بشهرين، ألقى النقيب الشيخ ادمون كسبار محاضرة في نقابة المحامين في بيروت بعنوان: “الكتاب المضمون وقطع مرور الزمن” جاء في مقدّمتها:”علينا أن نربط دائماً بين الامس واليوم والغد. فكما حاضرت في الماضي احاضر بينكم اليوم. واتطلع بشوق كبير الى اليوم الذي سيحاضر فيه كلّ منكم، فإذا فاتني أن أشهد ذلك اليوم فثقوا بأنني سأكون بينكم بودادي ودعائي…”
وانهمرت دموعه وانخفض صوته. ولكنّه كعادته تجاوز الغصّة والعاطفة وأكمل المحاضرة.
* * *
لن يخسر حسنة قدّاس لخلاصها
على اثر وفاة الوزير السابق النقيب ادمون كسبار، كتب عضو المجلس الدستوري المحامي اميل بجاني الذي كان قد تدرج في مكتبه مقالة ومما جاء فيها:”…قال له مرة احد القضاة: قرأنا لوائح خصمك فلم نفهم، قرأنا لوائحك ففهمنا ما يقول واذا اتاه من يقص عليه وقائع قضية فكثيراً ما يقاطعه ليتابع هو عن محدثه وقائع القضية لان ما سمعه كان كافيا لجعله يحزر الباقي ويتنبأ بالخاتمة. ذلك ان الوقت في ازدحام مشاغله وزحمة انشغاله ثمين جدّاً، وان ضياعه هو ضياع للحياة والثروة وانتاج العمر فضلا عن ان اللجاجة كانت عنده من فرط الذكاء ويقظة الخاطر وسرعة البادرة تحضره النكتة إذا شاء يستلذّ سماعها ويتقنها جارحة غير قاتلة كانت أو لابسة ثوب الظرف والمداعبة، فذات يوم قرأ نبأ وفاة أسقف يُعرف ببخله، فعلّق ضاحكاً: حتّى إذا خسر نفسه فلن يخسر حسنة قدّاس لخلاصها.
* * *
الاوادم بيروحو بكير
اثناء زيارتنا للمحامي الكبير سامي أبو جودة، والذي يتحلّى بروح النكتة، وبعد عرض أسماء عدّة شخصيات ماتوا في عزّ شبابهم قال الاستاذ ابو جودة: الاوادم بيروحوا بكير
ثمّ أردف قائلاً: الله يخلينا بصحتنا
* * *
بين الحلم واليقظة
يروي المحامي جوزيف الاخطل الخوري، ان شقيقته السيدة وداد نجيم ليست ضليعة في اللغة العربية على الرغم من انها ابنة الاخطل الصغير.
وانه في مناسبة اجتماعية وقف أحدهم وبدأ يتكلّم بلغة عربية فصحى ومتينة. ويلتفت نحوها بين الحين والآخر سائلاً إيّاها عن صحّة كلّ كلمة. وما إذا كانت تلفظ بهذه الطريقة أو تلك، أم إذا كان يقتضي وضعها في بداية الجملة أم في نهايتها…الخ
وبعد قليل، سألها قائلاً:
– سيّدة وداد هناك فئتان من الناس، فئة تعيش في الحلم وفئة تعيش في اليقظة، فإلى أيّ من الفئتين تنتمين؟
فأجابته ضاحكة:
– أنا أعيش في الحلم لأنّني لو كنت أعيش في اليقظة لقلت لك: ما أثقل دمك.
*القضاة والمحامون.. مواقف وطرائف
“محكمة” – الاثنين في 2019/8/19