يوم حكم القاضي بقطع قرني الثور/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار*:
أهدى رجل الاعمال والشاعر المرهف حسان محمد حسان كتابه الشعري “بطولة أم” للمحامي والشاعر يوسف لحود. الذي كتب فيه كلمة تضمنت شعراً زجلياً:
يا زارع الدمعة بكلماتك تا فرخوا بالعين ورداتك
خليك بكرم الحلا خمار ولا تترك الكرمات بحياتك
ومن كتر ما قلبك غرق بالنار والمافيا تتاجر بنهداتك
زهر شباب المجد بالختيار وصار الوفا يرقص عا دياتك
* * *
اميل لحود….والمعتدى عليها
في كتابه اميل لحود للكلمة للوطن يروي الاستاذ امجد اسكندر الطرفة الآتية:
كان المرحوم اميل لحود، الوزير والنائب والمحامي اللبناني، مشهوراً بروحه الخفيفة المرحلة…وقد جاءه ذات مرة شاب متهم بانه اغتصب فتاة…ومع انه بريء من تهمة الاغتصاب القسري، باعتبار ان الفتاة كانت راشدة، وصديقة له، وقد حصل الامر برضاها..فقد كانت القرائن جميعاً تدل على انه اغتصبها اغتصاباً.
ولما لم يجد اميل لحود وسيلة قانونية لاقناع المحكمة ببراءة موكله من التهمة عمد الى حيلة لطيفة، وطالباً إلى موكله ان لا ينطق بأي حرف يوم الجلسة.
وانعقدت المحكمة، فوقف اميل لحود يترافع على هذه الطريقة.
– يا سيدي الرئيس، هذا المجرم السافل الحقير الغشاش المخادع المغتصب المعتدي على شرف هذه الفتاة المسكينة الطاهرة التقية النقية البريئة الشريفة…رغب ان اكون وكيله في هذه الدعوى…
وبصفتي وكيلاً عنه فإنّي لا اطلب له اية رأفة او شفقة لأنّ امثاله يشكلون خطراً على الاخلاق والمجتمع.
عندئذ شعرت الفتاة المدعية انها كسبت الجولة، واستأنست بإميل لحود الذي ظنته اتخذ موقفاً مؤيّداً لها…
لكنّ اميل أكمل:
– غير انني، يا سيدي الرئيس، ارى نفسي مضطراً لتبرئة ذمتي مع الموكل المجرم الخطير، لذلك اطالب له بتعويض بسيط عن الضرر الذي الحقته هذه الضحية المسكينة الطاهرة بفراش سريره عندما مزّقت “بسكربينتها” لحافه أثناء قيامه بعملية اغتصابها…
فسرعان ما صرخت الفتاة محتجة تقول:
– فشر….آ…انا ما كنت لابسة سكربينة لما كنت نايمة فوق التخت حتّى يطالبني بمثل هذا التعويض.
وانفرجت أسارير اميل لحود…واتجه إلى رئيس المحكمة قائلاً:
– سجل يا سيدي ان امرأة راشدة تخلع حذاءها وتنام على سرير…وتدعي بعد ذلك انها اغتصبت اغتصاباً…
وربح اميل لحود الدعوى…
* * *
لماذا ضرب كلبه بقسوة؟
يروي القاضي المرحوم اميل أبو سمرا ما يأتي: اتهم المدعو هنري في احدى محاكم فرنسا بانه ضرب كلبه بقسوة. وسأله القاضي لماذا ضربت كلبك؟…فأجاب:”لقد غضبت منه لانه مزق بطاقة عضويتي”…فسأله القاضي:”بطاقة عضوية ماذا؟…” فقال المسيو هنري: بطاقة عضويتي في جمعية الرفق بالحيوان.
* * *
يشكو ثوره بأنّه ينطح الناس…
في مدينة بون بالمانيا، وفي عام 1405، حضر رجل الى المحكمة يشكو ثوره بانه عنيد ينطح الناس بدون سبب. وتبرع احد المحامين بالدفاع عن الثور. فقال: يسرني ان ادافع عن هذا المسكين المظلوم، فصاحبه لا يقدم له الطعام الكافي، ويرغمه على ان يتحمل اكثر من طاقته…ولو كانت لديه القدرة على الكلام لشكا صاحبه من زمن بعيد، وربما كان هذا سبب تصرفه، ينطح الناس ليلفت نظرهم الى حاله…
غير ان القاضي لم يأبه بدفاع المحامي، وحكم بقطع قرني الثور عقاباً له على سوء تصرفه!!!.
* * *
هيدي بيقولولا بحنس
كان المحامي الالمعي اميل لحود آتياً من بكفيا الى بعبدات في سيارة يتوسط فيها سيدتين زوج احداهما الى جانب السائق. تحرش بإحدى السيدتين عند منعطف، فرفضت. تحرّش بها مبالغاً عند المنعطف الثاني، فرفضت بحركة ظاهرة. وكانت السيارة اطلت على بحنس عند المنعطف الثالث، فما تمالكت السيدة نفسها وصاحت بشيء من التذمر والسخط قائلة:”هيدي شو بيقولولا”؟ وانتبه الزوج والسائق، فبادر الاستاذ لحود الى القول سريعاً:”هيدي بيقولولا بجنس”.
* * *
الرئيس صائب سلام
في كتابه: رؤساء حكومات لبنان كما عرفتهم، يروي السيد حكمة ابو زيد ما يأتي:كنت اسمعه يقول لمجالسيه الشباب ان حجار المسجد المقابل لدارته هي هدية من المطران ايليا الصليبي بعدما زادت عن المطلوب لبناء كنيسته مار الياس بطينا ويضيف:”هيك كانوا اهلنا وهيك لازم نكون تا يبقى لبنان”.
*القضاة والمحامون… مواقف وطرائف.
“محكمة” – الأحد في 2019/7/7