يوم ضمّ سعادة في المحاكمة قبرص إلى الأمّة السورية إكراماً للقيادي قبرصي/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار*:
يقول المحامي ابراهيم مسلّم ان بعض الناس لا يعرفون حجمهم. ويخبر الطرفة الآتية: بسبب عجقة الركاب في الترامواي كان احدهم كلما لمس الآخر أثناء تنقّله يقول له: إعرف حالك مع مين عم تحكي. إلى أن ضاق ذرعه فأمسكه من قميصه وقال له:”مين بدك تكون؟ تنتقل في الترامواي في 15 آب يوم أحد الساعة الثالثة بعد الظهر، ودرجة ثالثة وبعدك بتقول عراف حالك مع مين عم تحكي؟”
* * *
إكراماً للاستاذ عبدالله قبرصي
بناء على طلبي، ارسل إلي المحامي المرحوم عبدالله قبرصي إبن الكورة الخضراء عدة طرائف: جاء في احداها:
تطوع المرحوم المحامي سليم حتي للدفاع عن القوميين في المحكمة العسكرية في الشام وبخاصة امام القاضي غزال، الذي أصبح على الأرجح عميداً أو لواء، وكان القاضي غزال يشدد على: كيف ضمّ سعاده جزيرة قبرص الى الامة السورية.
مرة، اثنان، ثلاثة، اربعة واكثر.
وكنت انا المسؤول عن ادارة المرافعات في الشام وتوزيع الادوار بين المحامين وتبادل الرأي معهم. فاجتمعت بالاستاذ المرحوم سليم حتي وقلت له:”لقد تعبنا من سؤالات الضابط غزال عن جزيرة قبرص، فاطلب منه أن يسمح لك بأن توشوشه عن الحقيقة وقل له “لا تتعب نفسك يا حضرة الرئيس بالسؤالات عن جزيرة قبرص، لقد ضمها الزعيم الى الامة السورية إكراماً لأحد قادة الحزب الاستاذ عبدالله قبرصي، رئيس المجلس الأعلى في الحزب.
فنفّذ الاستاذ سليم الوصية. فما كان من الضابط إلاّ أن أمر باخلاء القاعة قائلاً للأستاذ سليم: معنا نصف ساعة ضحك.
* * *
“كلوا سفيرنا في فرنسا”
كان ضمير لبنان العميد ريمون اده يحب التنكيت. ومما رواه عن صحيفة “كنار انشينيه” الفرنسية ان اهالي الماوماو أحبّوا سفير فرنسا في بلادهم، وهو الابرص الابيض، ومن كثرة ما أحبّوه…أكلوه.
إحتج الرئيس ديستان على هذا التصرّف الوحشي غير المعقول، وطلب تعويضاً قدره 25 مليون فرنك وإلاّ اضطرّ إلى إعلان الحرب على الماوماو. فخاف السكّان وتداعوا إلى اجتماع قرّروا فيه جمع التبرّعات وارسالها الى فرنسا. وبلغ ما جمعوه يومها 15 مليون فرنك أرسلت إلى الرئيس الفرنسي مع رسالة اعتذار عن عدم تمكّنهم من جمع ما تبقى من الفدية المطلوبة والمفروضة عليهم قائلين في ختام رسالتهم:
– بالمبلغ الباقي كلوا سفير الماوماو بفرنسا، وهيك منطلع كيت.
* * *
علمناك عالنق طبقتو علينا
بعض الناس عندهم ميزة مهمّة جدّاً وهي “النقّ”. وكان بعض العقلاء أيّام زمان ينصحون الآخرين بوجوب النقّ في بعض الأحيان حتّى لا يطمع بهم الناس.
وفي هذا المجال نصح احد ابناء بلدة جديدة المتن النائب المحامي اوغست باخوس، وكان لا يزال محامياً في بداية عهده بوجوب النق. خاصة وانه ابن الدكتور قيصر باخوس الذي كان معروفاً بكرمه وتوفي يوم كان النائب باخوس لا يزال في السابعة من عمره.
وعمل النائب باخوس بالنصيحة الى ان جاءه من اعطاه النصيحة وهو من كبار الملاكين في جديدة المتن يطلب منه اقراضه مبلغاً صغيراً من المال لعدة ايام ثم يعيده اليه، الا ان الاستاذ باخوس اجابه بأنّ حالته المادية سيئة ولا يملك المبلغ. عندئذ انتفض صديقه وهو يقول له ضاحكاً:
– يا قطيعة، علّمناك عالنقّ طبّقتو علينا؟
* * *
لسانه مثل…الشيطان
اثناء حفلة العشاء التي اقامتها نقابة الحرفيين في لبنان في المون لاسال في نهاية تشرين الثاني 1994، بدأ الصحافي كريستيان اوسي ينتقد احد الاشخاص عندما قال له نائب المتن اوغست باخوس.
– انتو الصحفيين لسانكم مثل الشيطان.
فقال له اوسي:
– ولكن يقال غير كلمة عادة.
– فأجابه الاستاذ باخوس:
– مش وقتها هلق.
* * *
بين موزار وبيتهوفن
جاء في كتاب الظرف وظرافات للمحامي فؤاد مشعلاني: يقول المحامي والكاتب والشاعر بالفرنسية جان كيرللس ان ردة الموسيقيين العالميين بيتهوفن وموزار تنطوي على ظرف كبير. وتعود مناسبة قول هذه الردة الى الماضي البعيد عندما جاء احد الاصدقاء من الخارج بعد ان تخصص في الموسيقى. لقد حمل معه من بلاد الغربة تمثالين نصفيين احدهما لموزار والآخر لبيتهوفن. وضع صاحبنا الموسيقي التمثالين في الغرفة التي كان يعزف فيها باستمرار ويقوم بتمارينه الموسيقية. وذات يوم سقط تمثال موزار ارضا وتحطم، ومن الطبيعي ان يصيب صديقنا الحزن الشديد الا انه تعزى بسلامة تمثال بيتهوفن الذي قضى آخر سني حياته مبتليا بالطرش. هذه هي الاجواء التي اوحت الى الشاعر الزجلي هذين البيتين الموجهين الى الموسيقار صاحب التمثال المحطم:
من دقاتك ليل نهار
برغي دماغك تملص
انتحر عا دقك موزار
بيتهوفن اطرش خلص
* * *
*القضاة والمحامون…مواقف وطرائف.
“محكمة” – الثلاثاء في 2019/7/9