يوم ٢٠٢٤/١١/١٧: حكم الحكمة على الحكمية/أمل حداد
أمل فايز حداد (نقيبة المحامين سابقاً):
في هذا اليوم الأسود من هذه الحقبة السوداء من حياة الوطن،
في مثل هذا اليوم من كل سنة الذي تسجل فيه النقابة بديمقراطية الانتخاب علامة مضيئة في سماء الحياة اليمقراطية المثلى ، والتي اليها كلنا نرنو، ولبنانا يصبو،
تخالجني خواطر أستلّها من عرين المحامين وهيكل النقابة:
في زمن الضباب والدخان والقلق، في زمن الحرب والقتل و الدمار، هي النقابة التي نستعين بها ونتّكئ على صخرتها، صخرة القانون وصلابة العدالة و الموقف، نتمسك بها ولا نغرق كأنها خشبة الخلاص والإنقاذ.
إنها نقابة المحامين، إنها النقابة الأم، يوم الأمومة رعاية وإحتضان أجيال وحفظ تراث، إنها النقابة القدوة، يوم المسؤولية بُعد نظر وإستباق الأحداث وإستشراف المستقبل وإتخاذ المبادرات الجريئة. وعندما تفرض الحكمة نفسها على الحكمية تعرف النقابة أن ترعى أبناءها بخبرة وعلم وحكمة، لتبقى الشعلة وضّاءة.
بوركت وحدة النقابة، بوركت وحدة المحامين وتضامنهم، وبورك لمحامين يسكبون عرق الجبين، ويسهرون الليالي، ولاهمّ لهم إلا الكرامة وعزّة النفس والشهادة للحقّ. فما يجمعنا معا” هو أبعد وأعمق من عملية إنتخابية عاديّة حكميّة تجري كلّ سنة، بروح ديمقراطيّة بنّاءة. إنّ رسالة المحاماة ومحبّة لبنان والدفاع عن أرضه وإستقلال شعبه وحفظ كيانه تجعلنا نحيا في معركة مستمرّة. وما نكتبه خلالها ليست إلاّ صفحات من كتاب كتبه الآباء والأجداد بالحبر والدم، ونتابع كتابته مع الأولاد والأحفاد طالما هناك حقّ مهدور أو ظلم يوجع كرامة الإنسان وحقوقه.
وبالنسبة لحقوق المحامي، لا سلطان إلاّ لنقابة المحامين، ولا كرامة على حساب كرامته.
نقابتنا لنا… وغداً نعود أكبر، نحمل إشارة الصمود والبقاء، نرفع رؤوسنا نحو الأعلى، نعضّ على الجراح، نتوجّع….ولكننا لا نسقط. إنها الحرب والموت والدمار… ولكننا نبقى أقوى بصلابة الإيمان ، وروح الشجاعة، وإرادة الإستمرار والعيش معا”… ويبقى هذا الصرح، صرح الحقّ، بيتنا، ومصدر عزّتنا، وجامع شملنا.
نردّد مع الشاعر الكبير سعيد عقل:
” سوف نبقى يشاء أم لا يشاء الغير
فأصمد لبنان، ما بك وهن
سوف نبقى لا بدّ للأرض من حقّ،
وما من حقّ، ولم نبق نحن “.
“محكمة” – الأحد في 2024/11/17