القضاة والمحامون… مواقف وطرائف: ابوك مش متزوّج /ناضر كسبار

المحامي ناضر كسبار:
ينتقد الاستاذ مطانيوس عيد البخل والبخلاء، ويقول ان احد الباشوات في مصر دخل احد الفنادق، وركض احد المصريين وبدأ بخدمته لمدة ثلاثة ايام ليلا ونهار، الا ان الباشا ما ان هم بالرحيل حتى سحب قرشا واحد من التنك واعطاه للخادم الذي اشمأز اشمئزازا عارما. فوضع القرش في اذنه وقال للباشا:
– هل تعلم بأنني اجيد التبصير؟
ففرح الباشا وقال له: بصر لي
– فقال له الخادم: انت مش متزوج
فأجابه الباشا بلهفة: مظبوط، وشو كمان.
– فقال له الخادم: وابوك كمان مش متزوج.
* * *
والد الفقير
واثناء دخولنا مرة الى احد قصور العدل اقترب منه احدهم وهو يطلب منه مالا قائلا له:
– انت والد الفقير.
فنهره مطانيوس بشدة وهو يقول له:
– لا تقل ذلك لانني اعرفك منذ عشرين سنة ولا تزال فقيراً.
* * *
في العدد القادم
يقول المحامي ابراهيم مسلم ان احد ابناء زحلة كان يملك مجلة وقد كتب فيها مرة انه اقام حفلة غداء على شرف احد الشعراء حضرها مئات الشخصيات السياسية والعسكرية والدبلوماسية والاقتصادية والقضائية…علما بأنه لم يقم اية حفلة غداء بل كان مجرّد خبر.
فاتصل به شاعر آخر مستنكراً هذا الامر قائلا له انه هو الشاعر الكبير الذي يجب ان تقام له حفلة الغداء.
فما كان من صاحب المجلة الا ان اجابه فورا:
– في العدد القادم.
* * *
الزجل والمعلم والتلميذ
في كتابه الظرف وظرافات، وفي معرض كلامه عن الزجل اللبناني، يقول المحامي فؤاد مشعلاني:
اول ما يحضرني من النماذج الزجلية الظريفة “حول المعلم والتلميذ”. يبدو ان معلما استغلظ تلميذه فأنزل به قصاصا غريبا وهو “ردة قرادي” اي بيتان موزونان مقفيان باللهجة العامية اللبنانية. وقد رد التلميذ على استاذه لائما، ناقداً مدافعاً عن نفسه:
– المعلم: لولا كانوا دماتك بخفية عقلاتك
كانت اهل الضيعة عموم ما بتحلف غير وحياتك
التلميذ: حاجي مكبرلي دفك مني خايف من كفك
قصد مخفف عقلاتي حتى احضر لك صفك.
* * *
بغل فالت
في كتابه :قبل ان ننسى” يروي القاضي المرحوم اميل ابو سمرا الطرفة الآتية:
جاء احدهم يدعي امام احدى المحاكم ان جاره اطلق بغلا في املاكه، فلما سأل الحاكم المدعى عليه عما يجيب به بدأ يقول:
حضرة الريس بغل فلت…
فانتفض الرئيس لهذا الاستهلال وصاح: وقف، وقف…
وسأله المدعي: لماذا؟
فأجاب الحاكم: قل حضرة الرئيس.. ثم نقطة على السطر..وكمل
** *
طانيوس ابو ناضر
ويضيف القاضي ابو سمرا:
روى امين الخضر عن الشيخ حسين تقي هذه النكتة عن المرحوم طانيوس ابو ناضر قال:
كان المرحوم طانيوس بك ابو ناضر ذكيا، درس الفقه كهلاً ولمع في صولاته. وكان يلبس عباءة سوداء كعبي مشايخ الدروز، وكان من عادته ان يمشط شاربيه بابهامه وسبابته.
اختلف ذات يوم مع المرحوم يوسف، صاحب مصنع الحرير في معاصر بيت الدين – اذا صدقت الذاكرة – فدس له الوردي في مكتبه ثلاثة اعداد من جريدة “تركية الفتاة” الممنوع دخولها الى اراضي السلطنة، ووشى به الى الحكومة، فجاء رجال التحقيق وصادروا الجريدة واعتقلوا طانيوس بك.
وفي المحكمة، وكان رئيسها الشيخ النبهاني المشهور، جرى استجوابه هكذا:
الرئيس: ماذا تقول في اعداد الجريدة التي وجدت في مكتبك؟
ابو ناضر: ما كان بنيامين سارقا لما وضع الجام في جوالقه، ولكن اخاه يوسف وضعه في جوالق بنيامين ليختبر محبة اخيه له، ونحن وضعت هذه الاوراق في مكتبنا ليختبر واضعوها اخلاصنا للدولة العلية…
الرئيس: يا طانيوس بك، الم يجد المختبرون سبيلا الى اختبار اخلاصك للدولة الا بوضع هذه الجريدة بالذات في مكتبك؟
ابو ناضر: نعم، يا سيدي، فالذهب لا يعرف الا بالكور!
فحكم الشيخ النبهاني ببراءة المتهم وامر باخلاء سبيله فورا.
اوراق لبنانية
الجزء الاول 1956.
* * *
الديموقراطية
عن الديموقراطية وتطبيقها بطريقة مختلفة بين بلد وآخر وبين منطقة واخرى، يقول النقيب الشيخ ميشال خطار ان احدهم اخبره عن زعيم كان يتكلم في منطقة معينة عندما رفع احد المستمعين يده تمهيدا لسؤاله سؤالا بدا اعتراضا للزعيم الذي قال له:
– انزل يدك
وعندما استفسر رافع اليد عن السبب، اجابه الزعيم:
– لان الديموقراطية تقتضي ان تنزل يدك.
* * *
القضاء المستقل
في ظل ما يجري من اعتكاف للقضاة، والمطالبة بالسلطة القضائية المستقلة، وجه عضو لجنة ادارة صندوق التقاعد السابق المحامي بيار الحداد كتاباً الى فخامة الرئيس العماد ميشال عون جاء فيه:
صاحب الفخامة
وحدها السلطة القضائية المستقلة هي الخميرة الصالحة لولادة قضاء مستقل يحمي المؤسسات تمهيداً لتحقيق كامل خطاب القسم خريطة طريق نجاح عهدكم بحيث يتحول حلم بناء هذه الدولة المرتجاة الى واقع يومي ملموس.
ودمتم يا صاحب الفخامة المرجع المرتجى لسماع وجع المتألمين من هذا الفتك اللامتناهي بإستقلالية سلطة اعطيت مجد الحكم بإسم الشعب اللبناني.
ودمتم يا صاحب الفخامة الملاذ الوحيد الآمن لتطبيق مبدأ فصل السلطات وتحقيق منعة السلطة القضائية وتكريس حصانتها.
“محكمة” – الثلاثاء في 2019/6/11