قاض يحبّ التهادي لزائريه: الله خلق المال لقضاء كلّ الحاجات/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار:
بناء على طلبي أرسل معالي النقيب وجدي الملّاط بعض الطرائف في قصر العدل نوردها كما هي وبأسلوبه الشيّق واللبق:
1- يقال إنّ بعض المتقاضين كسبوا قضيّتهم أمام أحد رؤساء محكمة الجنايات في أوائل العشرينات، فأسرعوا إلى تأليف وفد يمثّلهم وزاروا رئيس المحكمة للشكر وقال المتكلّم باسمهم موجّهًا خطابه لرئيس المحكمة:”والله يا حضرة الرئيس نحن محتارين كثيرًا لأنّنا لا ندري كيف نعرب لك عن شكرنا وامتناننا”.
فأجابهم القاضي على الفور وكان ممن يعتبر أنّ التهادي فضيلة في المجتمع:”أستغرب يا ذوات أن تكونوا محتارين في طريقة تأدية الشكر وأنتم تعلمون أنّ الله خلق المال لقضاء كلّ الحاجات.”
2- كان النقيب وجدي ملّاط وكيًلا في إحدى الدعاوى الجزائية ومراجعًا بشأنها في مكتب القاضي الطيّب الذكر المستنطق إحسان بيضون، عندما دخل المحامي سامي بك الصلح مراجعًا في القضيّة نفسها، ووكيلًا عن خصم موكّل النقيب ملاط، فإذا به يخلط بين أسماء الموكّلين ويستفيض في التوصية بخصمه. فخاطبه الملّاط ممازحًا وقال له:
– “يا سامي بك أنت الآن توصي بخصمك وليس بموكّلك. فأجاب سامي بك ببداهته المعروفة:”لازم يكون موكّلك معو حقّ أكثر من موكّلي”، ثمّ أدرك أنّه قد يكون ذهب في التندّر أكثر ممّا يجب، فتوقّف لحظة ثمّ أضاف:”بس ما تطمعو” (لا تطمعه)
3- كان أحد القضاة الفرنسيين في آخر أيّام المحاكم المختلطة، وهو يدعى ريفول، صريحًا أكثر ممّا هو مألوف، وكان بصدد درس قضيّة مستعجلة، وحضر أحد المحامين يترافع في موضوعها، فتبيّن للقاضي أن ليس فيها أيّ سبب من أسباب الإستعجال، فقال للمحامي: لا أرى يا أستاذ أيّة عجلة في هذه القضيّة، فردّ عليه المحامي مرتبكًا: ولكن يا حضرة الرئيس إنّ موكّلي مستعجل جدًّا، فأجاب القاضي:”عليك في هذه الحال أن تستعجل أكثر منه وأن تعطيه مسكّنًا” ووصف له القاضي نوع المسكّن، وقهقه الإثنان.
***
فرحة عيد بكتاب كسبار
لمناسبة صدور الجزء الأوّل من كتاب “القضاة والمحامون: مواقف وطرائف” كتب النقيب ريمون عيد ما يأتي:
المواقف المميّزة والطرائف تدخل الفرح إلى القلب، هذا الفرح الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن لا يغادر نفوسنا حتّى عند مواجهة الأحزان والشدائد لأنّنا من أبناء الرجاء والقيامة.
الأستاذ الصديق ناضر كسبار مؤلّف كتاب “القضاة والمحامون: مواقف وطرائف” زميل عزيز على قلبي عرفته منذ سنة 83 متدرّجًا ناشطًا مهنيًا ونقابيًا، في مكتب صديق كبير سبقنا إلى المهنة وإلى تعاطي الشأن العام ألا وهو النائب المحامي الأستاذ أوغست باخوس.
الأستاذ ناضر كسبار المحامي الملتزم أحبّ مهنته وكرّس نفسه لها وراح يفتّش عن سيرة عظمائها، وهو سليل عائلة لها تاريخها في هذا المضمار، فلم يجد الكثير من المؤلّفات في هذا المجال، فرأى من واجبه أن يعود إلى من تقدّم عليه في المهنة ليتعرّف إلى بعض من تاريخها في مواقف وطرائف الكبار من رجالاتها. وقد وفّق الأستاذ ناضر كسبار في عمله، الذي استغرق سنوات طوالًا، فجمع باقة كبيرة وممتعة من مواقف وطرائف من سبقنا من أبناء المهنة، هذه المواقف والطرائف التي تميّز المحامين والقضاة وتكشف سرّ نجاحهم بسبب المواقف التي كانوا يقفونها والظرف الذي كانوا يتحلّون به.
إنّ الإقبال يوم التوقيع على كتاب الأستاذ ناضر كسبار “القضاة والمحامون: مواقف وطرائف” لأكبر دليل على أهمّية هذا الكتاب الذي سدّ ثغرة لا يستهان بها في تاريخ مهنة المحاماة، هذه المهنة التي ما زالت مكتبتها تعاني الفقر بالنسبة إلى حجمها وحجم رجالاتها.
إنّنا نتمنّى للأستاذ ناضر كسبار التوفيق ونتمنّى عليه أن يتابع العمل الناجح في التاريخ للمحاماة والقضاء.
***
طويلة على رقبتك
إلتقى مرّة المحامي الكبير إميل لحود صديقه المحامي الشيخ أمين تقي الدين الذي كان يحمل عصا جميلة جدًّا فقال له:
– شو هالعصا الحلوة يا شيخ أمين؟
فأجابه تقي الدين قائلًا: ضيعانها فيك.
وبعد انتهاء الجلسات جلس عدد من كبار المحامين يستمعون إلى أخبار وطرائف المحامي لحود. وما هي إلّا دقائق حتّى وصل المحامي تقي الدين، ونظر ناحية لحود قائلًا:
– شو هالكرافات الحلوة يا إميل بك؟
فأجابه لحود فورًا: طويلة على رقبتك.
***
تفضّل شو مختلف بيّك
في مناسبة إجتماعية، إلتقى المحامي إميل لحود أحد أصدقائه وكانت ابنته نهاد إلى جانبه. فقال له صديقه مداعبًا:
المثل مانوش من وردي ماشي ساحل وجردي
طابق فيك قول الامثال القردة بتخلّف وردة
فأجابه لحود فورًا:
المثل طابق بحيك لازم ترجع عن غيك
الوردة بتخلّف قردة تفضّل شو مخلّف بيّك.
***
“محكمة” – الخميس في 2021/5/27