الشعب لا يشعر بالمصيبة إلّا إذا أصابته شخصيًا/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار:
عندما انتخب المحامي ريمون إده عميدًا للكتلة الوطنية كان كثير الحماسة والإهتمام والشكوى والنرفزة، فجاءه المرحوم عبدالله الحاج وقال: يا عميد كفى ركضًا ونرفزة.. إنّ الشعب اللبناني لا يشعر بالمصيبة إلّا إذا أصابته هو شخصيًا..
وروى عبدالله الحاج كيف أنّه عندما كان طفلًا شاهد عملية دمغ البقر بخاتم ملكية والده لها، إذ كانت البقر منهمكة في تناول علفها وهي واقفة في صفّ واحد إلى جانب بعضها البعض، وكان الشخص الذي يحمل الخاتم وهو ملتهب بالنار يغرزه في جلد البقرة التي تصرخ من الألم فيما تستمرّ جارتها إلى جانبها في التهام العلف وكأنّ ما جرى لا يعنيها وكأنّ النار لن تأتيها!
***
شجرة العدلية
يتمتّع الوزير السابق المحامي فؤاد بطرس بذكاء حاد وقوّة ذاكرة، ففي مقابلة أجراها معه المحامي إيلي مشرقاني في مجلّة النشرة – العدل، يخبر المحامي فؤاد بطرس عددًا من الطرائف وما حصل معه يوم كان وزيرًا للعدل فيقول: كان إميل لحود وجان جلخ صديقين حميمين ولكن سياسيًا كان الأوّل دستوريًا والثاني ينتمي إلى الكتلة الوطنية.
وفي العديد من المناسبات كان يستفزّ أحدهما الآخر للمداعبة والتحدّي والمناظرة. كلّ ذلك بروح رياضية مرحة قلّ مثيلها.
في إحدى الجلسات تحت شجرة قصر العدل الشهيرة أحبّ إميل لحود إثارة جان جلخ إذ كان لجان جلخ زبائن عدّة من الطائفة اليهودية كبنك “زلخا” وغيره. فقال لحود لجلخ:”انت تتاجر باليهود”، فردّ عليه الأستاذ جلخ فورًا بالبيتين الآتيين:
عيد حسابك يا لحود
بقولك هيدا غلطان
ناس بتاجر باليهود
وناس بتاجر بالاوطان
وكان غالبًا ما نشهد تبادل “القرّادة” تحت شجرة العدلية القديمة، وكأنّها سوق عكاظ، حيث تحلّل الأحداث والشؤون السياسية ويعلّق عليها تحت الشجرة بأسلوب أو بآخر لكن بروح طيّبة وممتعة.
***
نعدك بتلبية دعوة الغداء
في حفلة الغداء الكبرى التي أقامها المحامي نبيل بو صعب لعدد كبير من زملائه المحامين في كازينو نبع الصفا الكبير في صيف 2000، وقف المحامي سامي أبو جودة يلقي قصيدة طريفة وممّا جاء فيها:
نبيل، يا رمز اللياقة والاباء
جعلته تقليداً عزيزاً هذا اللقاء
تجمعنا كل سنة حواليك
نتحلق اخوة احباء
تستضيفنا، تؤنسنا، تكرمنا
فنقدر فضلك وهذا الغداء
انه عليم الله تقليد جميل
نؤيده وندعو لك بطول البقاء
كرر نبيل كل سنة دعوتنا
ونعدك بتلبية النداء
***
المؤسّسة هي للشعب
والمحامي سامي ابو جودة معروف بجرأته. فقد كان ينتظر جلسة في قاعة إحدى المحاكم عندما كانت تعقد جلسة بين حزبين كانا يسيطران على المنطقة حيث يقيم اختلفا على ملكية مؤسّسة.
وبعد انتهاء الجلسة تقدّم الأستاذ سامي من زميليه اللذين كانا يحضران الجلسة وقال لهما مازحًا: سوف نتقدّم بطلب تدخّل في هذه الدعوى لأنّ هذه المؤسّسة هي للشعب وهي مشتراة من أمواله.
***
المصران الغليظ
شكت إحدى السيّدات معاناتها المؤلمة في المصران الغليظ بعدما أكلت بيضة. وسمع المحامي طانيوس رزق شكواها، فقال:
اسمو غليظ ، وما أغلظو مصران
غيّر حياتك ، وجّعك ، هدّ الكيان
ضاقت بعينو، وبس بيضة واحدة
لولا بيكونو تنين، شو بيعمل لكان؟
***
مأثور ولكن
كان المحامي طانيوس رزق في سيّارة أجرة. وصعد شخص بادر لدفع الأجرة فورًا. فقال له السائق:”شكرًا”. فأجابه فورًا:”أنا أهوى دائمًا التصرّف حسب الأقوال المأثورة:”خير البرّ عاجله”. فقال له رزق:” أما سمعت السائق يقول لك شكرًا؟ فتابِع معه العمل وفقًا للحديث المأثور”وإن شكرتم، لأزيدنّكم”.
***
المرحوم
مطلع الحرب، إستشهد زوج إحدى موكّلات المحامي طانيوس رزق الذي كان يكتب برامج إذاعية تضطره للسهر طويلًا. فكانت إتصالاته مع موكّلته تجري هاتفيًا بصورة منتظمة. فقال لها بعد فترة من التواصل:
بغمرة هالدرب المحموم
مش لازم ننسى المرحوم
وننسى أفضالو علينا
اللي جمعت بيني وبينا
لولا منَو تباعدنا
وما منحكي وقت ل بدنا
شو رأيك نعمل قدّاس
وجنّاز، وما ندعي الناس
ونركع ونصلَي سويَة
جنب الشمعة المضويّة
ونطلب من ألله يأنّي
وعندو يحطّو بالجنة
ويسمح لي بالدينونة
قِل لو شكراً يا عيوني؟
خدمة أغلى من الأموال
هالمرحوم …غراهام بال
باختراعو التلفون
قدّمها لخيّك أنطون
شو قولك، ما بيستاهل
قدّاس وشمعة وجنّاز
هالمرحوم غراهام بال؟
“محكمة” – السبت في 2021/6/19