أفعل المستحيل من أجل رفعة النقابة والمحامين/ناضر كسبار
المحامي ناضر كسبار*:
من بيروت مرضعة القوانين…وأمّ الشرائع بيروت العلم والثقافة والإبداع.
بيروت التسامح والإنفتاح والإعتدال.
بيروت العشق والحبّ والجمال والأناقة.
بيروت التي لا تليق الحياة إلّا لها.
بيروت الشامخة، الحرّة، التي بعد كلّ ما حلّ بها من كوارث ومصائب، وطعنات قامت بسواعد أبنائها ومحبّيها والمخلصين.
من هذه الحبيبة بيروت ألف تحيّة وتحيّة.
أيّها الزميلات والزملاء،
منذ سنة حلّت الكارثة الكبرى على بيروت فدمّرت، وقتل شعبها البريء وجرح الآلاف ولم يحرّك أحد ساكنًا بل يلقون المسؤولية على بعضهم البعض.
ومنذ عدّة أيّام حلّت كارثة كبرى أخرى في عكّار الحبيبة، كلّ ذلك بسبب إهمال المسؤولين وتقصيرهم، وجعل المواطنين والشعب يفتّشون على ليتر بنزين من هنا وليتر مازوت من هناك. وهم يمعنون في تصرّفاتهم ليدخلوا الشعب اللبناني في مرحلة التخدير.
أيّها الزميلات والزملاء،
نحن نعلم أنّنا نمرّ في أصعب مرحلة في تاريخ لبنان. ولكن هذا لن يغنينا عن المطالبة بحقوقنا في العيش الكريم. فالحياة مستمرّة على الرغم من جميع الكوارث والمصاعب، ولن نتوقّف. وأكبر ردّ على من يحاول إذلالنا وتركيعنا، هو الإستمرار في الكفاح، وفي مواجهة الفساد والسرقات والهدر والجشع الذي تخطّى كلّ التصوّرات. من هنا فإنّ لقاءنا اليوم هو خير دليل على أنّ اللقاء حول المحبّة والديمقراطية وحبّ الحياة هو الردّ المباشر على ظلمهم وتعنّتهم وجشعهم. إلّا أنّني أطلب، وبمحبّة، الحفاظ على مشاعر الآخرين وعدم تصوير الطاولات، كما وعدم الإكثار من الصور التي لا فائدة منها، بل الإكتفاء بصورة واحدة جامعة.
أيّها الزميلات والزملاء،
وعدتكم وسوف أفي بوعدي، سوف أبقى إلى جانبكم في جميع الظروف كما كنت دائمًا، أفعل المستحيل من أجل رفعة النقابة والمحامين، وتحسين جميع الشروط الصحيّة والمعيشية والحياتية والعملية وكلّ ما يمكن أن يقوم به نقيب مثالي. فأنا لم أكرّس حياتي للعمل النقابي حتّى أفشل يوم أصبح نقيبًا. بل سوف أبقى محافظًا على الزخم ذاته بإذن الله.
يبقى أن أشير إلى أنّني سوف أضع بين أيديكم كتابي الجديد حول القرارات الكبرى الصادرة عن محكمة الاستئناف في الدعاوى النقابية، والذي سوف يفيد جميع رجال القانون والمواطنين نظرًا لأهمّية تلك القرارات وما تبحثه من نقاط مهمّة.
*ألقى المحامي ناضر كسبار المرشّح لمنصب نقيب المحامين في بيروت، هذه الكلمة في اللقاء الجامع الذي شارك فيه حشد كبير من المحامين في مطعم “الصيّاد” في محلّة عين المريسة في بيروت يوم السبت الواقع فيه 21 آب 2021.
“محكمة” – الأحد في 2021/8/22