علم وخبر

“المشاع الإبداعي وميزان المصالح في ضوء حقّ المؤلِّف” رسالة دراسات عليا للمحامي رفيق شاكر هاشم تنشر دوليًا

نَشَرَت منظّمةُ المشاع الإبداعي – “كرييتيف كومنز” Creative Commons الدوليّة وتطبيق “ميديوم” الأكاديمي في الولايات المتّحدة الأميركيّة ومجلّة COPYRIGHT NEWLETTER الدوليّة رسالة الدراسات العليا – الماجيستير بعنوان: “المشاع الإبداعيّ وميزان المصالح في ضوء حقّ المؤلِّف”، المؤلّفة من المحامي رفيق شاكر هاشم في العام 2017، والّتي تمّت بإشراف مدير معهد المحاماة ونائب عميد جامعة الحكمة المحامي الدكتور بيار الخوري.
وقد أثنى المسؤولون الأكاديميّون الدّوليّون على قيمة دراسة المحامي رفيق شاكر هاشم الأكاديميّة الّتي نالت، في جلسة مناقشتها، درجة التميّز مع مرتبة الشّرف العليا وتهنئة اللّجنة وتوصية الجامعة بالنّشر.
كما نوّه المحامي الدكتور بيار الخوري بقيمة دراسة المحامي رفيق شاكر هاشم، معتبراً أنّها “إحدى أفضل الرّسائل العلميّة في الدراسات العليا – الماجستير، في اللّغة العربية، حول حقوق المؤلّف وحقوق النّسخ، وتوازن المصالح، ورخص المشاع الإبداعي”، مضيفاً بأنّ دراسة المحامي رفيق شاكر هاشم هي “الوحيدة في العالم العربي، والمرجع للباحثين في هذا المجال، مهنّئاً رفيق هاشم على هذا الإنجاز، معتبراً هذا الإنجاز خطوةً صغيرة في رحلة رفيق هاشم المهنيّة، ولكنّه مرجع كبير للباحثين الناطقين بالعربية.”
وفي ما يلي، ترجمة لما ورد في تقييم المسؤولين الأكاديميّين الدّوليّين لرسالة المحامي رفيق هاشم:
الوزن الفاعل: المشاع الإبداعي وتطوّر حقوق المؤلّف في العصر الرقمي
في عصر التطوّر التكنولوجي السريع، واجهت حقوق الملكيّة الفكريّة تحدّيات لم يسبق لها مثيل. مع اعتناق المجتمعات المعاصرة الثّورة الرّقمية، عانت قوانين حقوق المؤلّف التّقليديّة صعوبات التّأقلم مع المشهد المتغيّر لنشر المعرفة والمحتوى الإبداعي. وتبعاً للحاجة إلى تغيير نموذجي، ظهرت فكرة المشاع الإبداعي – “كريتيف كومونز” كشعلة للابتكار، مقترحةً إطاراً فريداً لحقوق المؤلّف وحقوق النّشر مبنياً على مبدأ “بعض الحقوق محفوظة”.
في أطروحة الماجستير المبتَكَرة والاستثنائيّة هذه، يستكشف المحامي رفيق شاكر هاشم تطوّر وتطبيق وتأثير تراخيص المشاع الإبداعي – “كريتيف كومونز” في مختلف الدّول، مسلّطًا الضّوء على قدرتها على تعزيز التّواصل بين أصحاب حقوق المؤلّف وعامّة الجمهور المتمتّع بالحقّ في الوصول إلى المعرفة.
تبدأ الأطروحة رحلةً عبر تاريخٍ غنيٍّ لحقوق الملكيّة الفكريّة، مسلِّطَةً الضّوءَ على نهجَيْن متضاربَيْن: “الكوبي ليفت” –« Copyleft » أو “لا حقوق محفوظة” « No rights reserved » من ناحية، و”جميع الحقوق محفوظة” – « All rights reserved » من ناحية أخرى. من ثمّ، تسلّط الضّوء على سعي منظّمة المشاع الإبداعي – “كريتيف كومونز” إلى توفيق وجهات النّظر المتضاربة بإدخال مجموعة شاملة من التّراخيص القياسيّة الدّوليّة. هذه التّراخيص، الّتي تتضمّن أربعة عناصر أساسيّة، فتحت الباب أمام إنشاء ستة أنواع مختلفة من تراخيص “كريتيف كومونز”، تكمن أهميّة استكشافها نظراً لاعتمادها من منصّات دوليّة مؤثّرة مثال: “يوتيوب” – www.youtube.com، ويكيبيديا” – www.wikipedia.org ، و”أرشيف” – www.archive.org … وتتطرّق الدّراسة للجدل المستمرّ المحيط بفاعليّة هذه التراخيص وتعقيداتها وتحلّل أبعادها القانونيّة.
التنقّل بين التعقيدات
لئن حصلت تراخيص المشاع الإبداعي – “كريتيف كومونز” على إشادة لناحية تقدّمها الابتكاري، إلّا أنّها واجهت أيضاً انتقادات تنسب إليها أنّها معقّدة للغاية وصعبة التّنفيذ ضمن قوانين حقوق المؤلِّف الحاليّة. تغوص الدّراسة في هذه التّعقيدات وتفحص تأثيرها على توازن المصالح بين المؤلّفين وعامّة الجمهور. تطوّرات ملحوظة، مثل اعتماد تراخيص “كريتيف كومونز” من قبل منظّمة الملكيّة الفكريّة العالميّة – « WIPO » وبعض المواقع الرّسمية للوزارات والجامعات في لبنان، تؤكّد على أهمية “كريتيف كومونز” العمليّة في المشهد العالميّ للملكيّة الفكريّة.
معالجة القضايا القانونيّة الحيويّة
في خضم أطروحة الماجيستير هذه نقف أمام إشكاليّة أساسيّة: هل يمكن لمشروع “كريتيف كومونز” أن يحافظَ بشكلٍ فاعلٍ على توازن المصالح بين المؤلِّفين والجمهور في سياق الثّورة الرّقميّة؟ للإجابة على هذه الإشكاليّة، تحلّل الدّراسة تراخيص مشروع المشاع الإبداعي وأدواته وتفاعلها مع أنظمة الملكيّة الفكريّة المتنوّعة. تستكشف التحدّيات القانونيّة مثال الاعتراف بهذه التّراخيص والأدوات، وتنازع القوانين على مستوى القانون الدّوليّ الخاصّ، والطّبيعة القانونيّة لتراخيص “كريتيف كومونز”، وحماية حقوق المؤلف المعنويّة. تبرز الدراسة الحاجة إلى تدخل الهيئات التشريعية، سواء الدولية أو المحلية، لمعالجة التحديات وضمان الاعتراف الرسمي بمشروع “كريتيف كومونز”.
في أطروحة الماجستير المحفّزة للتّفكير، يكشف رفيق شاكر هاشم عن الإمكانيّات التحوليّة لتراخيص “كريتيف كومونز”، مسلّطًا الضوء على دورها في تحقيق التّوازن بين حقوق المؤلّفين وحقوق العامّة (الجمهور) في الوصول إلى الأعمال الإبداعية. بإشراف البروفيسور بيار يوسف الخوري، تُقدَّم هذه الدراسة وما تضمّنتها من أبحاث، رؤى قيّمة حول مستقبل حقوق المؤلّف في العصر الرّقميّ. وبينما نتنقل عبر مياه حقوق الملكية الفكرية غير المستكشفة، تقف “كريتيف كومونز” كشعلة أمل، تدافع عن التعايش السلمي لحماية الابتكار والحقّ في الوصول إلى المعرفة والمعلومات.
بناء مستقبل موحد
في ختامها، تعترف الأطروحة بالدور الحاسم الّذي لعبه مشروع “كريتيف كومونز” في تشكيل التّشريعات الدّوليّة المعاصرة. وما بعد التّحليل والتّعليل، تقدّم توصيات عمليّة لتعزيز الإطار القانوني لمشروع “كريتيف كومونز”، ممّا يتيح له الملاحة بفاعليّة أكثر بين تعقيدات العصر الرقمي. من خلال تقديم اقتراحات هامّة لتحسين مشروع المشاع الإبداعي، تهدف الدّراسة إلى المساهمة في تطوّر وتحسين “كريتيف كومونز”، مضمّنة استمراريّة معنويّة وفاعليّة في المشهد المتغيّر باستمرار للملكيّة الفكريّة والابتكار الرّقمي.”
“محكمة” – الإثنين في 2024/8/5

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!